جسر – (خاص)
تتجه أنظار المستثمرين الخليجيين، وخاصة من الإمارات، نحو سوريا لبدء مشاريع سياحية طموحة تهدف إلى إحياء القطاع السياحي، مع تركيز خاص على الساحل السوري والعاصمة دمشق، حيث وصل بعض المستثمرين إلى سوريا لبدء أعمالهم، وفق ما أكدت مصادر خاصة لصحيفة “جسر”.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، مما فتح الباب أمام فرص استثمارية واعدة.
وأوضحت المصادر أن رجال أعمال خليجيين، يتقدمهم مستثمرون إماراتيون، يتواجدون حالياً في سوريا لاستكشاف فرص إصلاح وتطوير الفنادق والمنتجعات السياحية والمطاعم على الساحل السوري وفي دمشق.
وتهدف هذه المشاريع إلى إطلاق موسم سياحي صيفي يستهدف السياح العرب، مع خطط لتنظيم مهرجانات وحفلات موسيقية لجذب السياح من دول الخليج والمنطقة.
وتتزامن هذه التحركات الاستثمارية في سوريا، مع إعلان الرئيس السوري الانتقالي محمد الشرع، في خطابه المتلفز اليوم الأربعاء، عن التزام الحكومة بتعزيز المناخ الاستثماري وتطوير التشريعات الاقتصادية وجذب رؤوس الأموال.
وقد اعتبر الشرع أن رفع العقوبات الأمريكية يمثل “قراراً تاريخياً شجاعاً” سيمهد الطريق لنهضة اقتصادية شاملة.
كما أشار وزير المالية السوري محمد يسر برنية في تصريحات سابقة إلى وجود “إقبال كبير من رجال الأعمال العرب” للاستثمار في سوريا، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والطاقة والسياحة.
ويُعد القطاع السياحي من القطاعات الواعدة، حيث كانت سوريا قبل عام 2011 تستقبل الكثير من السياح سنوياً، بفضل مواقعها الأثرية، إلى جانب شواطئها المتوسطية، ومناخها الجميل في الصيف والشتاء.
ولفتت المصادر لـ”جسر” أن الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي “ممكنة وكثيرة” بعد سقوط النظام، وخاصة بعد إزالة العقوبات التي كانت تُعيق تدفق الاستثمارات الأجنبية وتعرقل التعاملات التجارية.
ويُركز المستثمرون الإماراتيون، المعروفون بخبرتهم الواسعة في تطوير المشاريع السياحية العالمية، على إعادة تأهيل المنشآت السياحية المتضررة وتطوير بنية تحتية تدعم السياحة المستدامة، ويُتوقع أن تسهم هذه المبادرات في خلق فرص عمل محلية وتحسين حال الاقتصاد السوري.
وعلى الرغم من الحماس الاستثماري، يواجه القطاع السياحي تحديات تتعلق بإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، وضرورة تحسين الخدمات العامة مثل النقل والكهرباء.
ومع ذلك، فإن الانفتاح الدولي الذي تشهده سوريا، إلى جانب دعم دول الخليج، يُعزز التفاؤل بإمكانية تحقيق طفرة سياحية في المستقبل القريب.
وتعكس هذه التطورات تحولاً كبيراً في مسار سوريا الاقتصادي، حيث تسعى البلاد لاستعادة مكانتها كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة، ومع تدفق المستثمرين الخليجيين، يبدو أن “صيف العرب” في سوريا قد يكون بداية فصل جديد من الانتعاش والازدهار.