كانوا يغنون “ارفع راسك فوك”.. شهود يروون تفاصيل اقتحام مسلحين مطعماً في دمشق (فيديو)

شارك

جسر – دمشق (خاص)

شهد أحد مطاعم السهر في العاصمة السورية دمشق، فجر الثلاثاء الماضي، حادثة اقتحام مسلح عنيفة نفذتها مجموعة كبيرة من العناصر المدججة بالسلاح، بينهم ملثمون وأشخاص من جنسيات غير سورية، في هجوم أثار ردود فعل واسعة واستياءً شعبياً من استمرار ما وصفه ناشطون بـ”الانفلات الأمني” والانتهاكات المستمرة من قبل مجموعات مسلحة مرتبطة بوزارة الدفاع السورية.

وبحسب شهود عيان تواجدوا في المطعم أثناء الحادثة، فإن الاقتحام وقع حوالي الساعة الرابعة والربع فجراً، عندما داهم عشرات المسلحين المطعم وفتحوا نيران أسلحتهم داخل الصالة بشكل كثيف، ما تسبب بحالة ذعر كبيرة بين الزبائن الذين لجأوا للاختباء تحت الطاولات، وتمكن معظمهم من المغادرة بأعجوبة، دون تسجيل إصابات بشرية.

وأشار الشهود لصحيفة “جسر” إلى أن المهاجمين، وبينهم عناصر بملامح آسيوية يرجح أنهم من الأوزبك، قاموا بسرقة هواتف الزبائن من على الطاولات، وصادروا موبايلات بعض الزبائن أثناء هروبهم من المكان.

كما اقتحم المسلحون غرفة المراقبة الأمنية، وحطموا معدات التسجيل، ثم توجهوا إلى المحاسب وسرقوا كامل المبلغ المالي الموجود في الصندوق.

وذكر الشهود أن المطعم لا يقع ضمن منطقة سكنية، بل ضمن سوق تجاري يضم عدة محال وكافيتيريات ومؤسسات، مما زاد من غرابة تنفيذ هذا النوع من الهجمات المسلحة في موقع مفتوح نسبياً.

وأظهر مقطع فيديو صوّره أحد الشهود الحاضرين قبيل لحظات من الاقتحام، أجواء من الغناء والاحتفال داخل المطعم، حيث كان الزبائن يرددون أغنية “ارفع راسك فوك، أنت سوري حر” التي اشتُهرت بعد سقوط نظام الأسد.

في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه أنها “اتخذت جميع الإجراءات العاجلة لملاحقة الفاعلين”، مشيرة إلى أنه “تم التعرف على العناصر المتورطة في الاعتداء، وتوقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل”.

وقالت الوزارة في بيانها إن “سيادة القانون هي الأساس في التعامل مع مختلف القضايا”، مضيفة أن “أي تجاوز أو اعتداء يستهدف المواطنين أو المرافق العامة سيقابل بإجراءات قانونية صارمة”.

ولا تزال ردود الفعل مستمرة في الأوساط المحلية، وسط مطالبات بمحاسبة الجهات المسؤولة عن هذه المجموعات، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد أمن المدنيين، وتثير المخاوف بشأن سطوة الفصائل المتطرفة على الحياة المدنية في البلاد.

شارك