جسر – طرطوس (نهى قنص)
أعادت وزارة الطاقة تشغيل محطة مياه “تفريعة جديتي” في ريف طرطوس، بعد الانتهاء من أعمال تأهيلها وتحسين كفاءتها التشغيلية، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في خطوة تهدف إلى تعزيز منظومة المياه في المنطقة.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة وطنية شاملة لإعادة تأهيل البنى التحتية الخدمية في المناطق المتضررة من الحرب، لا سيما في قطاع المياه، الذي يعاني من انقطاعات مزمنة نتيجة تضرر المحطات القديمة وغياب مصادر طاقة مستقرة.
المهندس عبدالله حمود، مدير مؤسسة مياه طرطوس، وصف المشروع بأنه “استراتيجي وهام”، موضحاً أن محطة “تفريعة جديتي” تُعد المصدر المائي الأساسي لعدد من قرى ريف طرطوس، تشمل الشيخ سعد وبسماقة وبيت السلطان وبيت جحي واسقبولي، بالإضافة إلى أحياء واسعة من مدينة طرطوس مثل السكن الشبابي وحي الإنشاءات.
ويبلغ عدد السكان المستفيدين من المشروع نحو 100,000 نسمة، بقدرة ضخ تصل إلى 700 متر مكعب في الساعة، مما يعكس أهمية هذه المحطة في تأمين مياه الشرب للمنطقة.
وبحسب مدير المياه، فقد تم تنفيذ سلسلة من الأعمال الفنية لتحديث المحطة، أبرزها: توريد وتركيب مجموعتي ضخ أفقية بغزارة 300 م³/ساعة، ورفع 170 م على محور خزان الشيخ سعد، وتوريد وتركيب مجموعتي ضخ أفقية أخرى بغزارة 125 م³/ساعة، ورفع 250 م على محور بسماقة، وتأهيل شامل لمحطة الضخ، يتضمن تركيب مانعات صواعق، وتحديث الإنارة الداخلية والخارجية، إضافة إلى تزفيت ساحة المشروع، وإنشاء سور حماية وبوابة رئيسية للمحطة.
ومع انتهاء أعمال التأهيل، أصبحت المحطة تضم أربع مضخات (اثنتان في الخدمة واثنتان احتياط) بدلاً من المضخة الوحيدة القديمة التي كانت بالكاد تعمل في السابق.
وأشار حمود إلى أن واقع المياه في محافظة طرطوس مرتبط بشكل مباشر بوضع الكهرباء، مؤكداً أن تحسن التغذية الكهربائية بداية من الشهر السادس سيساهم بشكل كبير في استقرار إمدادات المياه.
وتتماشى هذه الجهود مع توجه واضح لدى وزارة الطاقة نحو الحلول المستدامة، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وهو ما يتجلى في مشروعات مماثلة مثل محطة مياه جسر الشغور في ريف إدلب، التي أعيد تشغيلها مؤخراً باستخدام الطاقة الشمسية، لتجاوز مشكلات التكلفة والانقطاع.
وكانت وزارة الطاقة قد أشرفت في وقت سابق على إعادة تأهيل محطة مياه عطشان في ريف حماة، بالتعاون مع مؤسسة مياه حماة ووحدة مياه صوران، لتأمين تغذية مائية مستقرة للعائدين إلى المنطقة بعد سنوات من التهجير.