جسر – حماة (هبة الشوباش)
شهدت محافظة حماة فعالية صحية مميزة تمثّلت بتنظيم مسير توعوي بمناسبة اليوم العالمي لضغط الدم، في ظل الارتفاع الملحوظ في أعداد المصابين بهذا المرض خلال السنوات العشر الأخيرة. الفعالية جاءت بالتعاون بين مديرية الصحة، كلية الطب البشري، كلية الصيدلة، وكلية التمريض في جامعة حماة، إلى جانب شركة ابن الهيثم للصناعات الدوائية، وحملت شعار “صحة قلب سوريا من صحة قلبك”.
وتشير التقارير إلى تزايد لافت في عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم، حيث بلغ العدد 115,312 شخصاً عام 2023، مقارنة بـ 85,965 مريضاً في عام 2022.
ويُعزى هذا التزايد إلى مجموعة من العوامل، أبرزها التوتر النفسي، تدهور الوضع المعيشي، وسوء الخدمات الصحية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يجعل اتباع نمط حياة صحي تحديًا حقيقيًا للكثيرين.
كما شهدت الأمراض القلبية بدورها ارتفاعاً مماثلاً نتيجة الضغوط المستمرة، وهو ما عزز أهمية تنظيم حملات توعية للمجتمع حول سبل الوقاية والعلاج.
وسعى المسير التوعوي إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية مراقبة ضغط الدم بانتظام، والتشجيع على اتباع نمط حياة صحي للوقاية من أمراض القلب والشرايين.
وتضمنت الفعالية توزيع أدوية مجانية على المرضى، وتقديم معلومات تثقيفية حول المرض، والتوعية بأهمية النشاط البدني، خصوصاً المشي، في الحد من آثاره.
وفي حديثه لـ”جسر”، قال الدكتور محمد الطويل إن مثل هذه الفعاليات تحمل فوائد كبيرة على مستوى المجتمع، من أبرزها نشر الوعي الصحي وتثقيف الناس حول قضايا مهمة مثل ضغط الدم، والتغذية السليمة، والرياضة، وتعزيز التعاون والتضامن المجتمعي من خلال مشاركة الأطباء والطلاب والمواطنين، ودفع المجتمع نحو تبني ممارسات وقائية تقلل من انتشار الأمراض المزمنة، كأمراض القلب والسكري، إضافة إلى تشجيع النشاط البدني مثل المشي كوسيلة سهلة ومجانية لتحسين الصحة العامة، دعم الفئات المحتاجة من خلال تقديم فحوصات وأدوية مجانية، ما يعزز مبدأ التكافل الاجتماعي.
ولم تتوقف الجهود التوعوية عند حماة فحسب، بل امتدت إلى مدينة حلب، حيث جرى تخصيص أماكن لممارسة الرياضة في الحدائق العامة بدلاً من النوادي، للاستفادة من الهواء الطلق والمساحات الخضراء.
ومن أبرز هذه الحدائق حديقة السبيل، التي تستضيف جلسات رياضية صباحية على أنغام القدود الحلبية، في أجواء مجتمعية ترفيهية وصحية في آنٍ واحد.
كما يقدم بعض كبار الرياضيين في حلب دروساً رياضية مجانية للجمهور في الحدائق العامة، مما يتيح فرصة لتعلم أساسيات الرياضة والاستفادة من خبراتهم، دون تكاليف مالية.
وفي ختام الفعالية، أكد المشاركون أن توعية المجتمع بمخاطر الأمراض المزمنة مسؤولية جماعية، وأن الأطباء يلعبون دوراً محورياً في ضمان صحة الأفراد وحمايتهم من المخاطر الصحية، من خلال المبادرات التثقيفية، والنشاطات الميدانية التي تعزز من وعي الناس وتجعل الوقاية أسلوب حياة.