فوز ثمين للمنتخب السوري على أفغانستان يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

شارك

جسر – صبا منصور

في ليلة كروية مشبعة بالتوتر والحماس، ووسط أجواء جماهيرية دافئة في مدينة الأحساء السعودية، خطف منتخب سوريا الوطني لكرة القدم فوزاً ثميناً من نظيره الأفغاني بهدفٍ نظيف، في المباراة التي جرت على ملعب الأمير عبدالله بن جلوي ضمن منافسات التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2027.

هدف السومة

منذ اللحظات الأولى للمباراة، أظهر “نسور قاسيون” نواياهم الهجومية الواضحة، ولم ينتظر المهاجم المخضرم عمر السومة أكثر من سبع دقائق ليضع بصمته الذهبية، مستثمراً كرة عرضية متقنة أسكنها الشباك الأفغانية برأسية محكمة عكست خبرته وتمركزه العالي.
هدف السومة كان كافياً ليمنح سوريا الأفضلية، لكنه لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمعركة تكتيكية شرسة استمرت حتى صافرة النهاية.

هدايا.. رجل المباراة بلا منازع

في المقابل، ورغم الهدف المبكر، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود لمنتخبنا، إذ كاد المنتخب الأفغاني أن يقلب الموازين أكثر من مرة، لولا براعة الحارس إلياس هدايا، الذي قدّم واحداً من أفضل عروضه على الإطلاق، متصدياً بثبات وتركيز لعدة كرات خطرة، خاصة في الشوط الأول، ليمنح زملاءه الثقة اللازمة للحفاظ على التقدم.
هدايا كان السد المنيع، والصوت الهادئ خلف الدفاع، الذي وقف متيقظاً لكل محاولات المنتخب الأفغاني الذي اعتمد على المرتدات السريعة والتسديدات المباغتة.

محاولات غير مكتملة

دخل منتخبنا الشوط الثاني بعزيمة مضاعفة لحسم المباراة بشكل نهائي، وضاعف لاعبوه الضغط على مناطق الخصم، لكن التسرع وعدم التركيز أضاعا فرصاً لا تُعوّض.

ففي الدقيقة 60، أضاع خريبين فرصة كانت كفيلة بإنهاء المباراة بهدف ثانٍ، حيث سدد الكرة فوق العارضة رغم انفراده بالحارس. ولم يكن السومة أوفر حظاً، إذ فوّت فرصة محققة أخرى عندما وصلته كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، لكنه سددها بجانب القائم.
ورغم استمرار الضغط السوري، بقيت النتيجة على حالها، مع بعض المحاولات الأفغانية التي لم تُفلح في فك شيفرة الحارس هدايا.

الصدارة بأقدام سورية

بهذا الفوز، رفع منتخب سوريا رصيده إلى ست نقاط من مباراتين، متصدراً المجموعة ب بفارق الأهداف عن منتخب ميانمار، الذي حقق بدوره فوزاً صعباً على باكستان بهدف دون مقابل.

وتأتي هذه النتائج لتعزز من فرص المنتخب السوري في العبور إلى النهائيات الآسيوية، إذ أصبح يمتلك زمام الأمور في المجموعة، في حين يقبع منتخبا أفغانستان وباكستان في قاع الترتيب بلا نقاط.

صورة فنية واستراتيجية واضحة

من الناحية التكتيكية، بدا واضحاً أن المدرب السوري اعتمد على الضغط العالي في بداية المباراة لتحقيق هدف مبكر، ثم انتقل إلى أسلوب أكثر تحفظاً مع استغلال الأطراف والكرات العرضية.

دفاعياً، كان التنظيم جيداً، رغم بعض الثغرات التي ظهرت في الشوط الأول.

أما المنتخب الأفغاني، فقد اعتمد على الارتداد السريع والكرات الطولية، وكاد أن يخطف التعادل في أكثر من مناسبة، لولا قلة التركيز أمام المرمى.

تفاعل جماهيري ورسمي

لاقى الفوز السوري تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت المنصات بعبارات التشجيع والثناء على أداء اللاعبين، لا سيما تألق السومة وهدايا.

كما باركت عدة جهات رياضية ورسمية هذا الإنجاز، مشيدة بالروح القتالية العالية التي أظهرها الفريق.

وتحت وسم #لأجلك_سورية و#مصداقية_المصدر، عبّر آلاف السوريين عن فخرهم بهذا الانتصار، الذي يعكس إصرار الرياضيين السوريين على رفع اسم بلدهم رغم كل التحديات.

قد لا يكون الفوز على أفغانستان الأكبر في تاريخ الكرة السورية، لكنه بلا شك فوز استراتيجي مهم في مسيرة التأهل، ورسالة واضحة بأن المنتخب السوري عاد بعزيمة جديدة وطموحات كبيرة، يقودها نجوم متمرسون وجيل جديد يعد بالكثير.

بانتظار المواجهات القادمة، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما سيقدمه “نسور قاسيون”، الذين أثبتوا أن الطريق إلى آسيا يبدأ من الأحساء، ولكن لا ينتهي إلا برفع الراية في النهائيات.

شارك