مرضى السرطان في دير الزور يعانون من تردي الخدمات الطبية

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

تشهد محافظة دير الزور وضعاً صحياً متأزماً في مجال علاج ورعاية مرضى السرطان، يتمثل في غياب البنية التحتية الأساسية، وانعدام الخدمات التشخيصية والعلاجية المتخصصة.

ولا يوجد في المحافظة مركز أورام، كما تفتقر المشافي العامة إلى أجهزة تصوير طبي متقدمة والتصوير الطبقي المحوري، كما لا يوجد إلا جهاز طبقي محوري واحد في مشفى الوطني بدير الزور.

ويعتمد المرضى في دير الزور على أطباء عامين في ظل غياب الكوادر المتخصصة، مما يؤثر سلباً على جودة الرعاية، وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن أكثر من 70% من المرضى يتم تشخيصهم في مراحل متقدمة، نتيجة غياب أدوات الكشف المبكر وبرامج الفحص الدوري.

وتُظهر تقارير مشفى البيروني بدمشق، بأن نحو 40% من مرضى السرطان في سوريا ينحدرون من دير الزور، رغم ذلك لا تتوفر في المحافظة أجهزة كشف حديثة أو مراكز علاج متخصصة.

و من جانب أخر، فإن تكاليف العلاج خارج المحافظة مرتفعة، إذ تصل إلى 60 مليون ليرة سورية لكل حالة تقريباً، وتشمل النقل والإقامة وشراء الأدوية من السوق السوداء، ونقل المريض في حالة حرجة بسيارة خاصة قد يكلّف أكثر من 5 ملايين ليرة في الرحلة الواحدة، في حين تتطلب جلسات العلاج الإشعاعي حجزاً مسبقاً يصل إلى خمسة أشهر، وهو ما لا يتناسب مع الحالات المتقدمة.

من الناحية الدوائية، تشير التقديرات إلى أن ما هو متوفر من الأدوية الكيماوية يغطي فقط 20% من الحاجة الفعلية، كما أن بعض الأصناف الأساسية غير متوفرة.

إضافة إلى ذلك، فإن ضعف الحوافز المادية يساهم في نقص الكوادر المؤهلة، حيث لا تتجاوز رواتب الأطباء في دير الزور 150 دولاراً شهرياً.

تقول أم حمزة، وهي إحدى المريضات من محافظة دير الزور، إن تكلفة علاجها الشهري تصل إلى 300 دولار، موضحة أنها تخضع لجلستين من العلاج الكيميائي أسبوعياً، ما يضاعف الأعباء المالية بسبب تكاليف التنقل والإقامة في دمشق.

ورغم رفع شعارات “تطوير القطاع الصحي”، فإن نحو 90% من ميزانية مكافحة السرطان تتركّز في العاصمة دمشق، في حين لا توجد خطة وطنية واضحة لتوزيع الأجهزة الحديثة أو تدريب الكوادر في المحافظات الأخرى، أما المساعدات الدولية، فلا تتعدى 5% من الاحتياج الفعلي، وتركّز على مشاريع قصيرة الأجل دون بنية دائمة.

و في هذا السياق، صرح غسان السيد أحمد محافظ دير الزور من خلال الموتمر الصحفي الذي انعقد في مبنى المحافظة في مطلع الشهر الحالي، بأنه تم تخصيص موقع لإنشاء مشفى متخصص بأمراض السرطان.

هذا الواقع يعكس تحديات خطيرة في العدالة الصحية ويؤكد الحاجة إلى تدخلات حكومية عاجلة تشمل إعادة توزيع الموارد، وإنشاء مراكز متخصصة، وتطوير البنية التحتية الطبية في محافظة دير الزور.

شارك