اعتراضات على قرار تحويل سينما “الكندي” بدمشق إلى مركز ثقافي

شارك

جسر – محمد جنيد

أعلنت وزارة الأوقاف السورية عن فسخ عقد الإيجار المبرم مع ورثة محمد عارف الخيمي وشركاه، والخاص بالعقار الواقع في منطقة الصالحية وسط العاصمة دمشق، والذي يشغل حالياً كسينما الكندي.

وذكرت الوزارة أن العقار، الذي تزيد مساحته عن 700 متر مربع، كان مؤجراً ببدل سنوي لا يتجاوز 30 دولاراً أمريكياً، معتبرة أن هذا المبلغ لا يليق بالقيمة الحقيقية للعقار وموقعه الاستراتيجي وسط المدينة.

وأوضحت أن مديرية أوقاف دمشق ستتولى إعادة تأهيل المبنى وتحويله إلى مركز ثقافي يخدم شباب العاصمة ويعزز الحراك الفكري والمعرفي، ليكون منبراً يعكس الاهتمام بالعلم والثقافة.

وطالبت الوزارة الشاغلين الحاليين بإخلاء العقار خلال سبعة أيام من تاريخ التبليغ، مع إمكانية اللجوء إلى الضابطة العدلية لتنفيذ الإخلاء في حال عدم الالتزام.

وشهد محيط السينما اليوم وقفة احتجاجية نظمها عدد من الفنانين والمثقفين، عبّروا خلالها عن رفضهم للقرار، معتبرين أن صالة الكندي تمثّل مساحة عامة لمحبي الفن السابع، وركناً أساسياً في الذاكرة البصرية والثقافية للمدينة.

وتعود جذور سينما الكندي إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث نشأت تحت اسم “أدونيس”، قبل أن تتحول إلى “بلقيس” في الأربعينيات وتحمل اسمها الحالي منذ عام 1952.

وخلال عقود، عُرضت على شاشاتها مئات الأفلام العالمية بالتزامن مع عرضها الأول، وكانت مقراً رئيسياً لمهرجان “دوكس بوكس” للأفلام الوثائقية، كما بقيت الصالة الوحيدة الصامدة بعد إغلاق معظم دور السينما العريقة في سوريا.

وفي سياق ردود الفعل، عبّر المخرج السينمائي قتيبة الخوص عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن أسفه للقرار قائلاً: “لسنا من هواة الانتقاد والضوضاء، ولكن لا يمكن التفريط بهذا المعلم من أجل قانون عقاري بسيط… إنها ليست مجرد سينما أو دار عرض، إنها أرشيف حيّ للثقافة السورية، وضوء خافت يُقاوم الانطفاء في زمن التهميش”، و أضاف بأن تحويل هذا المَعلم إلى مركز ثقافي هو طمس للهوية التاريخية السورية.

وتأتي خطوة فسخ عقد سينما الكندي وتحويلها إلى مركز ثقافي في وقتٍ حساس، يُطرح فيه السؤال حول جدوى القرارات التي تمس الإرث الثقافي السوري وتاريخه الفني.

وبين الحراك الرسمي الهادف إلى تطوير البنية التحتية الثقافية، والاعتراضات المتزايدة من الأوساط الفنية والمجتمعية، يبقى النقاش مفتوحاً حول سُبل الحفاظ على الهوية البصرية والتاريخية لدمشق.

شارك