جسر – متابعات
تتواصل المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد هو الأعنف منذ اندلاع الحرب بين الطرفين، وسط قصف متبادل، وضربات نوعية، وارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا، في مشهد ينذر بانفجار إقليمي وشيك.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أنه نفذ سلسلة من الضربات الجوية “النوعية”، استهدفت نحو ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأدت إلى تدميرها، وفق بيان رسمي، في حين وصفت وسائل الإعلام القصف الإيراني على تل أبيب وحيفا بأنه “الأعنف” منذ بدء المواجهة.
وبحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلية، أسفر الهجوم الإيراني الأخير عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 87 آخرين، إلى جانب أربعة مفقودين.
كما أفادت السلطات بانهيار عدة مبانٍ سكنية في وسط تل أبيب، واندلاع حرائق ضخمة في محطة طاقة قرب مدينة حيفا، إلى جانب أضرار كبيرة لحقت بميناء المدينة.
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق موجة جديدة من الصواريخ، مؤكداً أنها “أصابت أهدافها بدقة”، متوعّداً بمزيد من الضربات في الساعات المقبلة ضد ما وصفها بـ”أهداف استراتيجية” داخل العمق الإسرائيلي.
وفي تصريح لافت، حذر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، رضا صياد، المواطنين الإسرائيليين من التواجد قرب المنشآت الحيوية، داعياً إلى مغادرة البلاد فوراً، وقال إن إسرائيل “ستصبح غير صالحة للسكن” إذا استمرت في التصعيد، على حد وصفه.
وفي تطور موازٍ، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع لفيلق القدس الإيراني، ومنصات صواريخ، إضافة إلى منشآت للطاقة ومواقع دفاع جوي قرب العاصمة الإيرانية طهران وغرب البلاد.
كما تحدثت مصادر أمنية عن تنفيذ عمليات “اغتيال دقيقة” طالت قيادات عسكرية إيرانية، قالت إنها كانت تستعد لإطلاق صواريخ جديدة باتجاه إسرائيل.
المواجهة التي بدأت بضربات محدودة تطورت بسرعة إلى حرب شاملة بين الطرفين، توسعت رقعتها لتشمل مناطق مدنية ومنشآت حيوية، وأثارت قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتجنب مزيد من الانزلاق نحو حرب إقليمية قد يصعب احتواؤها.
وفي ظل التصعيد، يبقى المشهد مفتوحاً على كافة الاحتمالات، في ظل غياب أي مؤشرات لتهدئة قريبة، واستمرار الخطاب المتشدد من الجانبين، ما يجعل المنطقة على حافة مواجهة كارثية غير مسبوقة.