جسر – متابعات
منعت السلطات السورية، اليوم الأحد، عدة فرق صحفية أجنبية من دخول محافظة السويداء، التي تشهد منذ أسابيع توتراً أمنياً وأحداثاً دامية، وذلك بعد أيام قليلة من استنكار وزارة الإعلام السورية لطرائق عمل الصحافة الأجنبية.
وأكدت مصادر متقاطعة أن عناصر من جهاز “الأمن العام” المتمركزين عند حاجز بصرى الشام، أوقفوا طواقم إعلامية أجنبية، من بينها فريق تابع لوكالة “أسوشيتد برس”، رغم امتلاكهم تصاريح رسمية صادرة عن وزارة الإعلام في دمشق.
ووفقاً للمصادر، أُبلغت الفرق الإعلامية بضرورة الحصول على موافقة إضافية من العميد أحمد الدالاتي، المسؤول الأمني والعسكري في السويداء، كشرط أساسي لدخول المحافظة.
ورغم المحاولات المتكررة للتفاوض مع عناصر الحاجز، رفض الدالاتي السماح للصحفيين بالعبور، متذرعاً بـ”اعتبارات أمنية تتعلق بسلامة الصحفيين”.
الصحفي السوري فادي الداهوك قال إن أربعة فرق إعلامية تابعة لوسائل إعلام فرنسية وإنجليزية وأمريكية مُنعت من الدخول عبر معبري دمشق-السويداء ودرعا/بصرى الشام-السويداء، مشيراً إلى أن وزارة الإعلام السورية أوقفت، منذ اليوم، منح التراخيص لوسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الأوضاع في السويداء، بعد أن أضافت في وقت سابق شرط الحصول على توقيع من العميد الدالاتي.
من جهته، وصف الصحفي حازم العريضي، المنحدر من السويداء، هذه الإجراءات بأنها “تحويل للسويداء إلى منطقة أمنية عليا”، متهماً وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى بـ”إعلان الحرب على حرية الصحافة”، وأضاف: “الصحافة ليست العدو… العدو هو من يرتجف عندما يراها”.
وفي وقت سابق، شنّ وزير الإعلام حمزة المصطفى هجوماً لاذعاً على وسائل الإعلام الأجنبية، متهماً إياها بالتحيز وتشويه صورة الدولة السورية. وقال عبر منشور على فيسبوك إن “وسائل الإعلام الدولية وصلت إلى سوريا بانطباعات مسبقة سعت إلى تعزيزها، متجاهلة التعقيدات والسياق الأوسع للأزمة السورية”.
تأتي هذه التطورات في ظل حصار خانق تعاني منه السويداء، مع تزايد حدة الأزمات الإنسانية وغياب التغطية الإعلامية المستقلة من داخل المحافظة، الأمر الذي يثير مخاوف من تصاعد الانتهاكات بعيداً عن أعين العالم.