الرئاسة الروحية للدروز تحذر من الفتنة وتدعو إلى وقف إطلاق النار فوراً في السويداء

شارك

جسر – السويداء

أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً عبّرت فيه عن رفضها الشديد لما وصفته بـ “الفتنة الخفية المقيتة” التي تشهدها محافظة السويداء، محملة المسؤولية الكاملة لمشعلي الفتنة، ومؤكدة أن ما يحدث ليس معركة بين أهل وجوار، بل نزاع خطير يجب وضع حد له فوراً.

وأكدت الرئاسة في بيانها أن درء الفتنة واجب وطني وأخلاقي لا حياد عنه، وأن دماء أبناء الجبل خط أحمر لا يجوز التهاون فيه أو المتاجرة به تحت أي ذريعة أو مبرر، مطالبة الجميع بضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة.

ودعت الرئاسة الحكومة المؤقتة إلى تحمل مسؤولياتها الأمنية على طريق دمشق – السويداء، والعمل على إبعاد العصابات المسلحة التي تهدد سلامة المواطنين، مشددة على رفضها القاطع لأي اعتداء، وفي الوقت ذاته رفض السكوت عن الظلم والانتهاكات التي تطال أبناء السويداء وطرقهم وكرامتهم.

كما ناشدت الرئاسة جميع الأطراف من فصائل محلية وأبناء العشائر إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والتمسك بخيار السلم الأهلي، مشيرة إلى أن الدفاع عن الأرض والكرامة حق مشروع، ولكن دون الانجرار إلى الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء الوطن.

وجاء في البيان أيضاً تذكير بالعلاقة التاريخية التي تجمع الدروز وأبناء العشائر في الجبل، مؤكدة أن أواصر المحبة والعيش المشترك لا يمكن أن تنفصم، وأن ما حدث لا يغيّر من حقيقة أن الجميع شركاء في المصير والمسؤولية.

وتشهد محافظة السويداء توتراً أمنياً متصاعداً، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية ومجموعات مسلحة من أبناء عشائر البدو، بدأت من حي المقوس في المدينة، وامتدت إلى مناطق متعددة في الريفين الغربي والشمالي، أبرزها الطيرة ولبين وقرية الصورة الكبيرة.

وتعود جذور التوتر إلى خلافات اجتماعية وقضايا ثأر واتهامات متبادلة بالاعتداءات، تفاقمت بسبب غياب الحلول الرسمية وازدياد حوادث الخطف والسرقة.

وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 18 شخصاً بينهم طفل، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح، بعضهم في حالات حرجة.

وتسود مخاوف واسعة بين الأهالي من تدهور الأوضاع نحو نزاع أهلي واسع النطاق، وسط دعوات متكررة من رجال الدين والوجهاء المحليين للتهدئة والحوار، في محاولة لإنقاذ المحافظة من دوامة العنف.

شارك