جسر – السويداء
رغم إعلان الحكومة الانتقالية السورية وقف إطلاق النار على مختلف محاور محافظة السويداء، إلا أن الاشتباكات والمواجهات المسلحة لا تزال مستمرة في عدد من المناطق، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد التهديدات الأمنية، بحسب ما أفادت به شبكة “السويداء 24” المحلية صباح اليوم.
وأكدت الشبكة أن ميليشيات تُعرف باسم “جيش العشائر”، والتي دخلت المحافظة مؤخراً، استهدفت صباح اليوم صوامع الطحين والقمح الواقعة بالقرب من قرية “أم الزيتون” على طريق دمشق–السويداء، ما يهدد بحدوث أزمة غذائية خانقة في المحافظة، في ظل وضع إنساني متردٍ.
وفي تصعيد آخر، شنت الميليشيات ذاتها هجوماً بالطائرات المسيرة على مدينة شهبا المكتظة بالسكان والنازحين، حيث سُمع دوي الانفجارات في ساعات الصباح الأولى.
ونشرت “السويداء 24” مقاطع فيديو توثّق استمرار هذه المجموعات في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضها الالتزام بأي هدنة معلنة.
وشهدت بلدة “عريقة” في ريف السويداء الغربي سقوط قذائف هاون، ما زاد من حالة الذعر بين الأهالي، في وقت يسود فيه هدوء حذر مدينة شهبا، بعد تصدي الفصائل المحلية للهجمات الأخيرة.
وفي سياق ميداني متصل، أطلقت الفصائل المحلية تحذيرات عاجلة من خطر انتشار ألغام وعبوات ناسفة خلفتها المجموعات المسلحة المنسحبة، مشيرة إلى اكتشاف أجسام مشبوهة مزروعة على جوانب الطرقات وأمام بعض المنازل، وأكدت أن وحدات مختصة تواصل عمليات التمشيط في المناطق المتضررة.
وأكدت المصادر أن فرقها الميدانية عثرت على جثامين جديدة في أطراف بعض الطرقات، إلى جانب المزيد من المواد المتفجرة، داعية المدنيين إلى توخي الحذر وعدم الاقتراب من أي جسم غير مألوف، والتبليغ عنه فوراً للجهات المختصة.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تصاعد العنف في السويداء، الذي خلّف مئات القتلى والجرحى، بحسب منظمات حقوقية، وسط تعثر جهود التهدئة وتحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية والانفلات الأمني في جنوب البلاد.