جسر – السويداء
تعيش محافظة السويداء أوضاعاً إنسانية وخدمية كارثية في ظل حصار خانق تفرضه قوات “الحكومة الانتقالية” منذ 13 تموز الماضي، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية وعمليات تهجير ونهب تطال البنية التحتية وممتلكات المدنيين، بحسب ما أفادت شبكة “السويداء 24” المحلية.
وذكرت الشبكة أن الكهرباء في المحافظة شبه معدومة، ولا تتجاوز ساعات التغذية ساعتين يومياً، مع تعذر إصلاح الخطوط الرئيسية بسبب سيطرة “الأمن العام” على المناطق التي تمرّ بها.
كما خرجت معظم مصادر المياه عن الخدمة، بعد تدمير ونهب تجمع آبار الثعلة الذي كان يؤمّن 70% من احتياجات المدينة، والسكان باتوا يعتمدون على خزانات الهلال الأحمر أو شراء صهاريج مياه بأسعار تفوق قدرة الغالبية العظمى من الأهالي.
وطالت الأزمة أيضاً مادة الخبز، في ظل توقف مطاحن أم الزيتون، والازدحام الشديد على الأفران نتيجة النزوح الكثيف، في حين أن الكميات المحدودة من الطحين التي دخلت عبر مساعدات أممية وتبرعات لا تكفي إلا لعدة أيام.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نزح أكثر من 170 ألف شخص من قراهم باتجاه مدن السويداء وشهبا وصلخد، ويقيمون في مراكز إيواء مؤقتة وسط شح كبير في المساعدات، ولا تزال أكثر من 30 قرية منكوبة تحت سيطرة مجموعات موالية للحكومة الانتقالية، حيث تتواصل عمليات النهب والتخريب، مع منع السكان من العودة إليها.
وذكرت الشبكة أن الحصار الأمني والعسكري تسبّب بشلل كامل في حركة النقل والتجارة، مع قطع كافة الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المحافظة، مضيفة أنه وعلى الرغم من دخول قافلة مساعدات واحدة اليوم عبر الممر الإنساني من بصرى الشام، إلا أن حجم الاحتياجات يتجاوز بكثير ما يصل فعلياً إلى المحافظة، في ظل استمرار القيود المفروضة على إدخال الوقود والمواد الأساسية.