انفراجة في علاقات السويداء مع الحكومة بعد عودة المحافظ واستئناف الاتصالات

شارك

جسر – السويداء

شهدت العلاقات بين محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والحكومة السورية في دمشق، مؤشرات إيجابية على الانفراج، مع عودة محافظ السويداء مصطفى البكور إلى ممارسة مهامه الرسمية بعد أسابيع من استقالته، وبدء سلسلة من اللقاءات والزيارات التي عكست تغيراً في المشهد المحلي.

وكان البكور قد علّق عمله وقدّم استقالته في أيار الماضي، عقب حادثة اقتحام مبنى المحافظة من قبل محتجين، وتهجّم عدد منهم عليه في مكتبه وإشهار السلاح في وجهه، ما أثار توتراً واسعاً بين فعاليات المحافظة والحكومة المركزية.

وعقب عودته، أجرى المحافظ زيارات إلى المرجعيات الدينية الكبرى في السويداء، حيث التقى بالشيخ حكمت الهجري في دارة قنوات، كما اطمأن على الشيخ حمود الحناوي في مشفى الحكمة، وزار دار الطائفة الدرزية حيث استقبله الشيخ يوسف جربوع.

كما شارك البكور في تشييع شهداء تفجير كنيسة مار إلياس في بلدة خربا، وقام بجولات ميدانية شملت مراكز امتحانية وفرناً للخبز في ريف المحافظة، وفق ما ذكرت شبكة “السويداء 24”.

وذكرت مصادر أن الأسبوع الماضي شهد اتصالات مكثفة بين مشايخ طائفة الموحدين الدروز ومسؤولين في الحكومة السورية، وُصفت بأنها “إيجابية”، وتهدف إلى التوصل إلى صيغ توافقية بشأن عدد من القضايا العالقة، فضلاً عن مطالب أهلية كانت موضع خلاف في الأشهر الماضية.

وكان قد أعلن المؤتمر العام الذي عُقد في مدينة السويداء في 21 حزيران، عن مخرجاته وتوصياته، وشملت أبرز البنود التأكيد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ورفض التدخلات الخارجية، واحترام السيادة الوطنية، مع الدعوة لرفع العلم الوطني على مؤسسات الدولة وإعادة الرايات الدينية إلى دور العبادة.

كما دعا المؤتمر إلى بناء دولة وطنية تقوم على المواطنة والعدالة والمساواة، والانخراط في الحياة السياسية والفكرية على أساس التشارك والاحترام، مشدداً على أن شكل الدولة ونظام الحكم المستقبلي يجب أن يُقر عبر جمعية تأسيسية أو برلمان منتخب، مع اقتراح تعديل القانون 107 لعام 2011 لتطبيق شكل من أشكال اللامركزية كحل مؤقت.

وتُعد هذه التطورات مؤشراً على تغير في مسار العلاقة بين السويداء ودمشق، بعد أشهر من التوترات والاحتجاجات التي شهدتها المحافظة، وسط آمال محلية بأن تسهم هذه الانفراجة في تحسين الوضعين الخدمي والمعيشي، وتعزيز الاستقرار.

شارك