بجهود محلية.. افتتاح سوق الهال في منطقة الشيخ بدر بطرطوس

شارك

جسر – طرطوس (غدي النهار)

افتتح سوق الهال في بلدة الشيخ بدر بريف طرطوس، يوم الثلاثاء، وذلك بمبادرة محلية تهدف لتصريف المنتجات الزراعية في البلدة وريفها، عبر تقديم تسهيلات تخفف معاناة المزارعين المتمثلة في صعوبة تسويق بعض أصناف المنتجات الزراعية، وارتفاع أجور النقل إلى أسواق الهال في المناطق الأخرى.

وكان قد أعلن ضاحي خليل، أحد أصحاب المبادرة، وهو مزارع ومدير معمل السماد العضوي في قرية مجبر، عن افتتاح سوق الهال في منشور له على “فيسبوك”، حيث حث من خلاله أهالي المنطقة على استثمار أي قطعة أرض لديهم وزراعتها مهما كانت مساحتها، وأبدى استعداده لشراء أي كمية خضار وفواكه مُنتجة، وتعهد بنقل منتجات المزارعين من أمام منازلهم إلى سوق الهال مجاناً.

وأعلن خليل أيضاً تأمينه السماد العضوي للمزارعين من معمله، متيحاً إمكانية تسديد ثمنه على الموسم.

ويقول خليل لصحيفة “جسر” إن “تسديد ثمن السماد العضوي على الموسم، سيشجع الناس على الزراعة، وسيريحهم من عبء تأمين ثمن السماد قبل بدء الموسم”.

وأضاف: “كما أن الانتقال لاستخدام السماد العضوي سينعكس إيجابياً على ربح الفلاح، كون السماد العضوي المنتج محلياً أرخص من المعدني”.

ويأمل خليل أن تتيح هذه المبادرة فرصة للتقليل من الاعتماد على السماد المعدني، والتحول بدلاً من ذلك إلى الزراعة العضوية، التي تحافظ على خصوبة التربة، كما يطمح أن تشكل منطقة الشيخ بدر نموذجاً في إنتاجها الزراعي الطبيعي، بعيداً عن الخضراوات والفواكه المعدلة والمهرمنة، والتي تسبب ضرراً على صحة الإنسان.

ولا تقتصر هذه المبادرة على تسويق المنتجات الزراعية فحسب، بل تهدف أيضاً إلى توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، من خلال افتتاح مركز لبيع السماد العضوي، وتجميع الخضار في كل قرية تمهيداً لإرسالها إلى سوق الهال، باستخدام الشاحنات والسيارات الصغيرة (السوزوكيات)، ما يوفر بدوره فرص عمل للسائقين، من دون تحميل المزارعين أي تكاليف للنقل، وكذلك الحال للتجار أصحاب محال الخضراوات والفواكه.

وأشار خليل إلى “أنهم يتكفّلون بأجور النقل، لتحقيق ربح صافي للمزارعين، وكذلك شراء المنتجات الزراعية مهما كانت جودتها، بالإضافة إلى تعويض التالف منها، وذلك بدعم منه ومن شركائه للمبادرة”.

ويشهد السوق حركة مبيع جيدة، حيث يتم تنزيل وتوريد ما لا يقل عن 5 إلى 10 أطنان يومياً من الخضار والفواكه، كما تحظى المبادرة برضى شعبي وتقدير واسع.

ويقول علي إبراهيم، وهو صاحب محل بيع للخضراوات والفواكه والمواد غذائية، في إحدى قرى ريف الشيخ بدر لصحيفة “جسر”: “في السابق، كنت أضطر للذهاب بسيارتي إلى سوق الهال في طرطوس لشراء الخضار والفواكه، أما الآن تصل المنتجات الزراعية من سوق الشيخ بدر إلى محلي مجاناً، هذا الأمر وفر مصروف المازوت علي، وبالتالي انعكس إيجاباً على المستهلك من خلال انخفاض أسعار الخضار والفواكه”.

ويقول ياسر حسن وهو مزارع، لصحيفة “جسر”: “التزام المبادرة بشراء أي كمية من الخضار والفواكه مهما كانت صغيرة، تحديداً الأصناف التي لا تنتشر زراعتها في الشيخ بدر، سيسهم في تأمين دخل إضافي للمزارع”.

وأضاف حسن، الذي زرع محصولي الذرة والفليفلة هذا الموسم: “التزام المبادرة بفرز الخضار والفواكه، وشراء كل صنف بسعره، سيمنع المزارع من الغش، لكنه سيشكل مصداقية لدى التجار، مما يزيد من فرص تسويق منتجاتنا الزراعية”.

واستكمالاً لجهوده، افتتح ضاحي البارحة سوق الهال في قرية مجبر، كما يسعى أيضاً إلى نقل التجربة إلى منطقة وادي العيون.

ويأمل الأهالي أن تشهد منطقة الشيخ بدر دعماً زراعياً حكومياً، كون معظم سكانها يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي، إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل من العساكر المسرحين، والموظفين المفصولين.

ويذكر أن السيد ضاحي خليل أطلق مؤخراً مبادرة لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل، للقيام بأعمال زراعية كالحصاد، وقطاف التبغ، تستهدف العائلات الأشد فقراً وعجزاً، بأسعار رمزية، كون المبادرة ستلقى دعماً مادياً، مما يخلق حالة من التكاتف والتضامن المجتمعي.

شارك