بسبب حفل موسيقي.. مسؤول أمني سوري يقتحم المدرسة الفرنسية بدمشق

شارك

جسر – دمشق

شهدت مدرسة “شارل ديغول” الفرنسية في حي المزة بدمشق، حادثة خطيرة أثارت حالة من الذعر بين الطلاب وذويهم، بعد أن قام مسؤول حاجز أمني مجاور باقتحام المدرسة خلال حفل نهاية العام الدراسي، مهدداً بشكل علني باستخدام القوة المسلحة.

وذكرت مصادر محلية أن المدرسة، التي تنظّم سنوياً حفلاً فنياً موسيقياً لطلاب المرحلة الابتدائية بحضور الأهالي والكادر التعليمي، كانت تقيم نشاطها المعتاد عندما تقدم رئيس حاجز أمني يُعرف باسم “الشيخ أبو عبد القادر”، مطالباً بخفض صوت الموسيقى، ومطلقاً تهديدات لفظية وصفها شهود عيان بـ”المتطرفة والعنيفة”.

وبحسب مصادر متعددة، حاول حراس المدرسة منع الرجل من دخول حرم المؤسسة، فردّ بعنف قائلاً: “لن أدخل إلا على جثثكم”، واتهم الحفل بـ”الفسق”، مشيراً إلى أن هذه المظاهر “فوضى موروثة عن النظام السابق”، وهدد بشكل مباشر بقوله: “سأدخل مع الدوشكا وأقتلكم جميعاً”، ثم أطلق شتائم ضد الدولة الفرنسية.

وحاولت إدارة المدرسة تهدئة الموقف، موضحة أن الحفل تقليد سنوي غير مستفز يهدف لإسعاد الأطفال وأهاليهم، كما ذكّرت بأن المدرسة تقع ضمن أراضٍ ذات سيادة فرنسية، وتخضع لحماية البعثة الدبلوماسية، إلا أن التهديدات تصاعدت، ما اضطر المدرسة إلى إبلاغ السفارة الفرنسية في دمشق فوراً.

وفي استجابة سريعة، أرسلت السفارة وحدة حماية أمنية فرنسية إلى موقع المدرسة، لتأمين الحفل حتى نهايته، وتجنّب أي تصعيد محتمل.

وبحسب شهود، قام أبو عبد القادر في وقت لاحق بتشغيل آيات قرآنية عبر مكبرات الصوت عند الحاجز، ما فُسّر كمحاولة لتعطيل فعاليات الحفل واستمرار الضغط النفسي على الطلاب.

ورغم إبلاغ وزارة التربية السورية بالحادث، أفادت الأخيرة بأنه “خارج نطاق مسؤولياتها”، فيما لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من السلطات السورية بخصوص الواقعة.

وذكرت بعض المصادر أن السفارة الفرنسية أبلغت وزارة الخارجية في دمشق بالحادثة، محذّرة من خطورة التهديدات التي طالت مواطنين فرنسيين وأطفالاً داخل منشأة تعليمية رسمية.

وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء على حالة الانفلات الأمني وتجاوز بعض الأجهزة الأمنية للصلاحيات، حتى في سياقات مدنية وتعليمية، ما يثير مخاوف جدية حول سلامة العاملين في المؤسسات الأجنبية وذوي العلاقة بها في سوريا.

شارك