“بي بي سي” تنشر تقريراً يتحدث عن مذبحة شهدها مستشفى السويداء الوطني

شارك

جسر – صحافة

أجرت شبكة “بي بي سي” العربية تقريراً ميدانياً من مدينة السويداء، سلطت فيه الضوء على روايات وشهادات تتهم قوات الحكومة السورية بارتكاب مذبحة داخل المستشفى الوطني خلال الاشتباكات الطائفية التي شهدتها المدينة في 16 تموز الجاري.

ووفقًا لمراسل الشبكة، جون دونيسون، الذي زار المستشفى، فإن عشرات المرضى، من أطفال وكبار السن، قُتلوا داخل الأجنحة الطبية برصاص القوات الحكومية، في واحدة من أعنف الهجمات التي استهدفت منشأة طبية في سوريا منذ اندلاع الأحداث الأخيرة.

وكتب دونيسون في وصفه للواقع داخل المستشفى: “صدمتني الرائحة الكريهة قبل أن أرى أي شيء… في موقف السيارات التابع للمستشفى، كانت عشرات الجثث المتحللة موضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء، بعضها مفتوح، ما كشف عن أجساد مشوهة ومنتفخة للضحايا. كانت الأرض تحت قدمي دهنية وعليها آثار دماء، والرائحة خانقة تحت الشمس الحارقة”.

وقال الطبيب وسام مسعود، جرّاح الأعصاب في المستشفى: “لقد كانت مذبحة. دخل الجنود إلى المدينة بحجة إحلال السلام، لكنهم قتلوا عشرات المرضى، دون تمييز بين كبير أو صغير”.

وأكد عدد من الأطباء والممرضين والمتطوعين أن القوات الحكومية نفذت عملية قتل ممنهجة داخل المستشفى في مساء يوم الأربعاء، 16 تموز، مستهدفة المدنيين من أبناء الطائفة الدرزية.

وذكر شهود عيان أن القوات أطلقت النار على المرضى أثناء نومهم في أسرّتهم، في انتهاك واضح لأعراف القانون الدولي التي تنص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها.

وقال أسامة ملك، أحد سكان المدينة، إنهم قتلوا طفلاً معاقاً يبلغ من العمر ثماني سنوات بإطلاق النار على رأسه، مضيفاً: “إنهم وحوش. لا نثق بهم على الإطلاق”، بينما تساءل متطوع في المستشفى يُدعى كينيس أبو متعب: “ما هي جريمتهم؟ هؤلاء كانوا مرضى أبرياء”.

ومن المشاهد المؤلمة التي وثّقها التقرير، قصة الطفلة هالة الخطيب، البالغة من العمر ثماني سنوات، والتي كانت تجلس مصابة ومضمدة بجوار خالتها في المستشفى، وقد بدت على وجهها آثار إصابة بالغة، ويُرجّح أنها فقدت إحدى عينيها بعد أن أُطلق عليها الرصاص أثناء اختبائها في خزانة منزلها.

ولا تزال هالة، بحسب التقرير، تجهل أن والديها قُتلا في نفس الحادثة.

ورغم أن عدد القتلى لم يُؤكد بعد بشكل مستقل، يقدّر بعض العاملين في المستشفى أن عدد الضحايا تجاوز 300 شخص في ذلك اليوم، وفقًا لـ”بي بي سي”.

وأشار التقرير إلى أن المدينة تخضع لحصار مشدد من قبل القوات الحكومية، حيث يتم فرض قيود صارمة على الدخول والخروج، كما أظهرت مشاهد الدمار شوارع مليئة بالأنقاض، ومتاجر محترقة، وسيارات مدمرة بفعل الدبابات، في ما وصفه الصحفي بأنه “شهادة حية على معركة شرسة اجتاحت المدينة”.

ولم تصدر الحكومة السورية أي تعليق رسمي على هذه الاتهامات حتى الآن، فيما تتصاعد المطالب من منظمات حقوقية دولية بفتح تحقيق مستقل حول ما جرى في مستشفى السويداء الوطني، ومحاسبة المسؤولين عن المجزرة، في حال ثبتت صحتها.

شارك