تصاعد في معدلات السرقة بأحياء دير الزور.. والأهالي يطالبون بتعزيز الأمن

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

تشهد الأحياء الداخلية في مدينة دير الزور تصاعداً ملحوظاً في حوادث السرقة، وسط ظروف أمنية متردية وغياب ملحوظ للرقابة والانضباط في عدد من المناطق الحيوية، الأمر الذي أثار قلق السكان ودفعهم لاتخاذ إجراءات فردية لحماية ممتلكاتهم.

وتركّزت السرقات، التي تُنفّذ غالباً خلال ساعات الليل المتأخرة، في أحياء مثل العرفي والحميدية والشيخ ياسين والعمال، حيث تُستخدم أساليب تتراوح بين التهديد المباشر والكسر والخلع.

وفي حادثة لافتة وقعت مساء يوم الجمعة 5 تموز/يوليو في حي الشيخ ياسين، أقدم ثلاثة أشخاص على اقتحام أحد المنازل وسرقة عدة أجهزة جوال ودراجة نارية.

وقد تفاعل الأهالي سريعاً مع الحادثة، حيث تحرك عدد منهم فور سماع الاستغاثة، بالتزامن مع مرور دورية أمنية باشرت بملاحقة الجناة.

وأسفرت المطاردة عن إصابة اثنين من أفراد العصابة إثر تبادل لإطلاق النار، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين أو العناصر الأمنية، فيما تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها لكشف هوية المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وفي ظل تزايد هذه الحوادث، عبّر السكان عن تنامي مشاعر القلق وعدم الأمان، ما دفع بعضهم إلى تركيب كاميرات مراقبة وأضواء إنارة خاصة، فيما بادر آخرون إلى تشكيل مجموعات حراسة تطوعية داخل الأحياء.

وطالب الأهالي الجهات المعنية بتكثيف الدوريات الليلية، لا سيما في المناطق التي تفتقر إلى الإنارة، معتبرين أن التواجد الأمني المستمر يشكل رادعاً فعّالاً للحد من الجريمة.

وفي هذا السياق، دعت مجموعات من السكان إلى اعتماد أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في الحارات الفرعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن وتوفير حلول مستدامة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية الخاصة بالإضاءة التقليدية.

وأفادت “أم عامر”، وهي من سكان حي العرفي، بتعرض منزلها مؤخراً للسرقة، حيث فقدت حقيبة تحتوي على أوراق شخصية ومبلغ مالي يُقدّر بـخمسة آلاف دولار، بالإضافة إلى عدد من أجهزة الموبايل، الأمر الذي ألحق بها أضراراً كبيرة على المستويين المادي والمعنوي.

وتُظهر هذه التطورات الأمنية أن أحياء دير الزور الداخلية تواجه تحديات متزايدة تتطلب استجابة فعلية من الجهات المختصة والمعنيين بالشأن المحلي.

وبينما يعكس التحرك الشعبي وعياً مجتمعياً متقدماً ورغبة في حماية الأرواح والممتلكات، فإن الحاجة لتكثيف الجهود الأمنية وتعزيز البنية التحتية باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل.

ويبرز مقترح السكان بتركيب منظومات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية كحل يجمع بين الاستدامة والمردود الأمني، ما يستدعي تبنيه ضمن خطة شاملة تُعيد الشعور بالأمان إلى شوارع المدينة وأحيائها السكنية.

شارك