جسر – متابعات
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته “تعمل في سوريا منذ صباح اليوم”، مؤكداً التزامها بالحفاظ على جنوب غرب سوريا كـ”منطقة منزوعة السلاح” قرب الحدود الإسرائيلية، في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية الأحداث الدامية في محافظة السويداء.
وقال نتنياهو في تصريحات نقلها الإعلام العبري: “لن نسمح بنشوء وضع في سوريا شبيه بما يحدث في لبنان، ونحن ملتزمون بحماية السكان الدروز”، في إشارة إلى التدهور الأمني الذي تشهده محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
وأكد رئيس الوزراء أن استمرار العمليات الإسرائيلية في سوريا “يتوقف على أفعال دمشق”، معرباً عن أمله بألا تضطر إسرائيل إلى تنفيذ عمليات إضافية.
وفي تحرك دبلوماسي مواكب للتصعيد، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي قوله لنظيره الفرنسي إن تل أبيب “ستتدخل إذا أقدم النظام السوري على إيذاء الدروز في السويداء”.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي شنّ هجمات داخل سوريا “كإنذار واضح للنظام السوري”، مشدداً على أن إسرائيل “لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه المساس بالدروز”.
وأضاف كاتس: “الجيش الإسرائيلي وجّه رسالة واضحة مفادها أننا لن نسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا، وسنتحرك فوراً لمواجهته”.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن قوات الجيش هاجمت في وقت سابق دبابات سورية كانت تتحرك نحو محافظة السويداء، موضحاً أن “وجود هذه الوسائل العسكرية يشكل تهديداً على دولة إسرائيل”.
وفي حادثة منفصلة لكن مرتبطة بالتوترات الجارية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن “عشرات المواطنين الإسرائيليين من الطائفة الدرزية” عبروا السياج الحدودي من منطقة مجدل شمس في الجولان المحتل إلى داخل الأراضي السورية، قبل أن تبدأ القوات الإسرائيلية عملية لإعادتهم “بأمان”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن العابرين ينتمون للطائفة الدرزية، دون توضيح خلفية تحركهم المفاجئ، وسط ترجيحات بأن تكون له صلة بالتضامن مع دروز السويداء الذين يواجهون عمليات عسكرية دامية داخل سوريا.
تأتي هذه التصريحات والتحركات العسكرية والسياسية الإسرائيلية في وقت يشهد فيه الجنوب السوري، ولا سيما محافظة السويداء، اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وقوات النظام السوري، بعد ارتكاب مجازر راح ضحيتها عشرات المدنيين الدروز خلال الساعات الماضية، ما أثار موجة غضب شعبية داخل سوريا وخارجها.