حرائق مدمّرة تلتهم غابات اللاذقية.. والأمم المتحدة تؤكد استعدادها للدعم

شارك

جسر – متابعات

تواصل حرائق الغابات المستعرة في ريف اللاذقية الشمالي بحصد المزيد من المساحات الحرجية، حيث أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار من الأحراج، مخلفة أضراراً مادية جسيمة وخسائر كبيرة في الثروة الحراجية، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء والدفاع المدني بمشاركة دولية لإخماد النيران ومنع امتدادها إلى مناطق جديدة.

وأعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، عن حزنه العميق إزاء الحرائق المدمرة، مؤكداً أن فرق الأمم المتحدة بدأت بإجراء تقييمات ميدانية لتحديد حجم الكارثة والاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً.

وأضاف عبد المولى أن “الأمم المتحدة ثابتة في التزامها بدعم السلطات المحلية وتقديم مساعدة عاجلة ومستقيمة لجميع المجتمعات المتضررة”، معلناً عن الاستعداد لنشر بعثة مشتركة بين الوكالات إلى المنطقة المنكوبة لتقييم الوضع واستكشاف سبل الدعم العاجل وطويل الأمد.

وثمّنت الأمم المتحدة شجاعة رجال الإطفاء والمستجيبين الأوائل الذين يخاطرون بحياتهم في ظروف شديدة الصعوبة، كما عبّرت عن تقديرها للدعم المقدم من الدول المجاورة، وعلى رأسها تركيا والأردن.

من جانبه، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إن “نتائج الحرائق كارثية، لكننا نعمل ضمن إمكانياتنا التي يعززها أبطال على الأرض يواجهون النيران بكل شجاعة”. وأوضح أن أكثر من 80 فريقاً و180 آلية ثقيلة تعمل في الميدان، بما فيها بلدوزرات وتركسات لفتح خطوط النار وتأمين مسارات لفرق الإطفاء.

وأكد الصالح أن استمرار الأحوال الجوية الحالية وعدم اشتداد الرياح قد يساعد على السيطرة على الحرائق خلال الساعات القادمة، لكنه شدد على أن إعلان الإخماد النهائي يحتاج إلى عدة أيام من المراقبة والمتابعة.

كما دعا الوزير السكان للتبليغ عن أي حريق أو شخص يشتبه بقيامه بإشعاله، محذراً من التهاون في الاستجابة.

وأشاد الصالح بالدعم التركي الذي تمثل في إرسال 16 فريق إطفاء، إضافة إلى المساعدات الأردنية التي شملت فرقاً متخصصة و6 مروحيات، مشيراً إلى أن الخسائر اقتصرت على الأضرار المادية، مع إصابة عدد من المدنيين بجروح طفيفة ووقوع 8 إصابات في صفوف الدفاع المدني.

كما أعلن وزير الطوارئ عن خطة مستقبلية لتجهيز الغابات بكاميرات حرارية وأجهزة استشعار عن بعد، مشيراً إلى أن الألغام المزروعة، وعدم وجود خطوط نار واضحة، إضافة إلى الإهمال المتراكم، تمثل تحديات كبيرة في مواجهة الكارثة.

في سياق متصل، أعلن وزير الزراعة أمجد بدر عبر منصة “X” أن الحرائق المستمرة منذ 4 أيام التهمت نحو 10,000 هكتار، مشيراً إلى الخسائر الفادحة التي لحقت بالثروة الحراجية الوطنية.

وأكد بدر أن فرق الزراعة والطوارئ تواصل جهود الإطفاء بالتعاون مع الفرق التركية والأردنية، داعياً المواطنين للإبلاغ عن أي سلوك قد يزيد من تفاقم الوضع.

وأكد المسؤولون أن الحكومة السورية الانتقالية تنسق مع المؤسسات الدولية لوضع خطط لترميم الغابات المتضررة وتقديم تعويضات مناسبة للمتضررين.

وتتواصل الجهود على مدار الساعة للسيطرة على النيران، وسط أمل أن تنحسر الحرائق قريباً، وتبدأ مرحلة التعافي وإعادة تأهيل الغابات المتضررة.

شارك