دير الزور.. ارتفاع الحرارة وغياب الكهرباء يدفعان بالأهالي إلى خيارات خطرة

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

مع انطلاقة فصل الصيف وملامسة درجات الحرارة حاجز الـ45 مئوية، يعيش سكان محافظة دير الزور تحت وطأة تقنين كهربائي خانق لا يسمح سوى بساعة تشغيل مقابل خمس ساعات من الانقطاع، ما دفع بالكثيرين للبحث عن بدائل تبريد يائسة، أبرزها اللجوء إلى مياه نهر الفرات.

وفي ظل هذا القيظ الحارق، لم تقتصر المخاطر على العطش والاختناق فحسب، بل امتدت إلى الحريق؛ إذ شهد حي الجبيلة ظهر يوم 13 حزيران، احتراق بسطة لبيع المحروقات قرب دوار المدلجي.

وأكد محمود العلي، صاحب البسطة، أن سبب الحريق هو الحرارة العالية وأشعة الشمس المباشرة، ما أثار حالة من الذعر في صفوف السكان وسلط الضوء على هشاشة التخزين والتبريد في غياب الكهرباء.

ويقول خليل عبيد، أحد سكان المدينة، إن “الكهرباء لا تكفي حتى لتبريد الماء، فنضطر للذهاب إلى النهر رغم معرفتنا بخطورته”.

ويضيف أحمد إدريس، أن “قوالب الثلج التي نبرّد بها الماء تحوّلت إلى رفاهية، فسعر القالب تجاوز 10 آلاف ليرة، ومعظم المعامل عاجزة عن الإنتاج بسبب انقطاع الكهرباء”.

أما قحطان اليوسف، أحد سكان المدينة، فقال: “في ظل هذا الحر اللاهب، لا أملك سوى النهر كملاذ، فشراء منظومة طاقة شمسية أصبح من ضرب الخيال”.

هذا الواقع دفع الأطفال والشباب إلى السباحة في النهر هرباً من الحر، فكانت النتيجة مأساوية. فقد سُجلت 15 حالة غرق منذ بداية الصيف، معظمهم من فئة الشباب دون العشرين، في حين تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال 11 جثة حتى الآن.

وفي السياق نفسه، أوضح رياض المغير، أحد منقذي الدفاع المدني، أن معظم حوادث الغرق وقعت في مناطق خطرة مثل حويجة صكر وتحت الجسر المعلق، حيث التيارات قوية والأعماق كبيرة.

وأضاف المغير أن الفرق وضعت شاخصات تحذيرية، لكن الحاجة للتبريد أقوى من الخوف، خاصة في ظل غياب بدائل آمنة.

ورغم النداءات والتحذيرات، ما تزال الجهات المعنية عاجزة عن تقديم حلول فعالة، سواء عبر تحسين واقع الكهرباء أو إنشاء مسابح آمنة.

أما الأهالي، فلا يزال أملهم معلّقاً بإنشاء مركز دائم للإنقاذ النهري مجهز بقوارب وتجهيزات، للحد من خسائر الصيف المتكررة في مياه الفرات.

شارك