جسر – دير الزور (محمد جنيد)
استقبلت محافظة دير الزور هذا الأسبوع وفدين تربويين من اليابان ومنظمة اليونيسف، حيث أجرى الجانبان زيارات ميدانية ولقاءات رسمية للوقوف على واقع التعليم المحلي، وبحث سبل التعاون والدعم، في سياق المساعي الدولية لتعزيز قطاع التعليم.
واجتمع عضو المكتب التنفيذي، السيد محيسن الحسن، مع وفد من خبراء التعليم اليابانيين التابعين لمنظمة “Friends School”، بحضور مديري الأوقاف والتربية وعدد من الكوادر التربوية.
وخلال اللقاء، عبّر الحسن عن أهمية هذه الزيارة، مؤكداً أن اطلاع الوفود الدولية على الواقع التعليمي في المحافظة يشكّل خطوة مهمة نحو إعادة بناء الإنسان والمؤسسة التعليمية، مرحّباً بأي تعاون يعزز القدرات التربوية المحلية.
وأجرى الوفد الياباني جولة ميدانية في مناطق مختلفة من المحافظة، حيث أعرب أعضاء الوفد عن أسفهم العميق لما شاهدوه من حجم الدمار، مؤكدين أنهم سينقلون هذه الصورة إلى الجهات اليابانية الرسمية بهدف تعزيز فرص الدعم.
وأوضح الوفد أن المنظمة بصدد تنسيق شراكات مع جامعات يابانية لتقديم خبرات أكاديمية، إلى جانب افتتاح مدرسة متخصصة في تعليم هندسة السيارات.
وأضاف المتحدث باسم الوفد أن المنظمة تعمل على إنشاء مركز استشاري في محافظة دير الزور لتقديم الاستشارات التربوية الحديثة، مشيراً إلى أن المنظمة تتطلع إلى استضافة كوادر تعليمية سورية في اليابان لاكتساب تجارب جديدة.
وفي موازاة ذلك، وصل وفد من الإدارة المركزية لمنظمة اليونيسف في دمشق إلى محافظة دير الزور، حيث اجتمع مع مدير التربية، الأستاذ علي الصالح، الذي أكد في تصريح له أن المديرية تسعى جاهدة لتطوير العملية التعليمية، لكنها تواجه تحديات كبيرة في البنية التحتية ونقص الكوادر، مشدداً على ترحيبهم بأي دعم يعزز هذه الجهود.
وناقش الطرفان المشاريع المستقبلية، ومنها برامج تدريبية للمعلمين وتحديث المناهج التعليمية، وتم الاتفاق على تنظيم لقاء موسّع يضم مختلف منظمات القطاع التعليمي بهدف تعزيز التنسيق المشترك وتوحيد البرامج والمبادرات.
وتعكس هذه الزيارات التربوية الدولية إلى محافظة دير الزور رغبة حقيقية في دعم العملية التعليمية محلياً وتعزيز الشراكات العالمية التي تسهم في بناء الإنسان وتطوير المؤسسات التربوية.
وبينما يبقى التحدي الأكبر في تجاوز آثار الدمار والنقص اللوجستي، تبرز مبادرات من اليابان واليونيسف كمؤشرات واعدة لمسار جديد نحو تعليم شامل ومتين في سوريا.