جسر – دير الزور
صرح العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، أن التحقيقات في جريمة مقتل الشاب الإعلامي كندي العداي انطلقت منذ اللحظات الأولى لوقوع الحادثة، مشيراً إلى أن فرقاً مختصة من الأمن الداخلي تتابع مجريات التحقيق بكل جدية ومهنية لكشف ملابسات القضية والوصول إلى جميع المتورطين.
ودعا الشملان أبناء محافظة دير الزور إلى التريث وتجنب إصدار الأحكام المسبقة حفاظاً على نزاهة التحقيق وسير العدالة، مؤكداً أن هذه الجريمة “لن تمر من دون محاسبة”، وأن يد العدالة ستطال كل من يثبت تورطه “دون تهاون أو استثناء”.
في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية محلية باعتقال مشتبه به في القضية، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف جميع ملابسات الجريمة والمتورطين فيها.
وكانت مدينة دير الزور قد استيقظت يوم الأحد الماضي على وقع جريمة مروعة بعد العثور على جثة الناشط الإعلامي كندي العداي مشنوقاً داخل شقته في حي الجورة.
وأظهرت الصور من مسرح الجريمة آثاراً واضحة للضرب والتعذيب الشديد على جسده، ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية والإعلامية، خصوصاً أنه تعرض للاعتقال والتعذيب على يد “الأمن العام” طيلة 20 يوم قبل العثور عليه مقتولاً.
وأثارت الحادثة موجة تنديد واسعة في الأوساط السورية، وسط اتهامات متكررة للحكومة السورية وأجهزتها الأمنية بالمسؤولية المباشرة أو غير المباشرة عن هذه الجرائم، سواء عبر التورط المباشر أو عبر غضّ الطرف عن الممارسات الخارجة عن القانون.
وتعكس جريمة مقتل كندي العداي، وفق ما يؤكد ناشطون حقوقيون، حجم المخاطر التي يواجهها الناشطون في سوريا، في ظل حالة الفوضى الأمنية العارمة وعجز الجهات الرسمية عن فرض سيادة القانون، أو حتى ضبط عناصرها المنتشرين في الشوارع، وسط مخاوف متزايدة من استمرار حالة الإفلات من العقاب.