جسر – متابعات
أعرب الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، عن اعتراضه الشديد على توصيف الحكومة السورية للفصائل المحلية المسلحة في أشرفية صحنايا بأنها “مجموعات خارجة عن القانون”، معتبرًا أن هذه الفصائل “كانت تدافع عن منازلها” في وجه ما وصفه بـ”الاعتداءات الوحشية”.
وقال الهجري، في بيان صدر الخميس، إن ما جرى في الأيام الماضية “ليس مجرد اضطرابات محلية، بل امتداد لمأساة مستمرة منذ خمسة أشهر على سقوط النظام، دون أن تتحقق تطلعات الشعب إلى العدالة والحريات”.
وأضاف: “ما نزال ننتظر من أبنائنا في الوطن بكلّ توجه أن يمنحوا التضحيات بحقها، ويحققوا النصر، ويمنعوا ارتكاب المجازر، ويضعوا أسس الدولة ومكانة الإنسان”.
وتعليقاً على المواجهات العسكرية التي شهدتها منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا جنوب دمشق خلال اليومين الماضيين، شدّد الهجري على أن تلك الفصائل الدرزية “ليست عصابات”، كما وصفها الإعلام الرسمي، بل “مجموعات شعبية ذات طابع محلي”، شاركت في الدفاع عن أهالي المنطقة بعد تصاعد التوترات على خلفية دينية وطائفية.
وقال الهجري في بيانه: “إننا لم نعد نثق بهيئة تدّعي أنها حكومة، لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، ثم تقول لاحقًا إنها عناصر منفلتة”، مؤكدًا أن “القوات الحكومية ليست قوات حماية بل آلات قتل دموية، تمارس التزييف والتحريض الطائفي”.
وتطرق البيان إلى ضرورة إصلاح هيكلي شامل في بنية الدولة السورية، داعياً إلى تشكيل حكومة مدنية “تضمن الحريات وتحترم التعددية”، وتعمل ضمن “رؤية حضارية مبنية على الفكر واللامركزية”، معتبراً أن سوريا لا يمكن أن تُبنى بـ”الخطابات الطائفية والولاءات الضيقة”.
كما دعا الهجري إلى تدخل المجتمع الدولي، واصفاً طلب الحماية الدولية بأنه “حق مشروع لشعب قضت عليه المجازر”، وطالب بعدم تجاهل “الفظائع التي ترتكب يومياً بحق المدنيين”، في إشارة إلى عمليات القتل التي طالت العشرات في الأحداث الأخيرة، من بينهم عناصر أمن ومدنيون.
وأكد أن ما حدث في الساحل السوري سابقاً، وما يحدث اليوم جنوب العاصمة، “لا يحتاج إلى لجان تحقيق”، بل إلى “تدخل دولي فوري لحفظ السلام”، لافتاً إلى أن “الحكومة السورية وقواتها العسكرية فقدت ثقة الناس، ولم تعد قادرة على حماية المدنيين”.
وجاء بيان الشيخ الهجري بعد ساعات من توقف العمليات العسكرية في جنوب دمشق، التي اندلعت ليل الاثنين – فجر الثلاثاء، وامتدت مساء أول أمس إلى أشرفية صحنايا ذات الغالبية الدرزية، عقب تداول تسجيل صوتي منسوب لأحد أفراد الطائفة الدرزية يتضمن إساءة للنبي محمد والإسلام.
وقد أدى هذا التسجيل إلى تصاعد التوترات الطائفية، وتطور الأمر إلى مواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، اتُهمت السلطة السورية بالتورط فيها.