أيمن الأصفري يحذر من خطورة سياسات وقرارات حكومة “الشرع”

شارك

جسر – متابعات

عبر رجل الأعمال السوري البريطاني المعروف أيمن الأصفري، عن قلقه العميق من النهج السياسي الذي تسلكه الإدارة السورية المؤقتة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، محذراً من أن سوريا تقف عند مفترق طرق، وأن القرارات الحالية قد تؤدي إلى كارثة إذا لم يُصحح المسار.

وقال الأصفري في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن “القرارات التي تتخذها الإدارة الحالية ستحدد مستقبل البلاد لفترة طويلة. لذا، عندما أُعبّر عن القلق أو الانتقاد، فذلك لأنني خائف من أن نسلك طريقاً خاطئاً قد يقود إلى كارثة للبلد والشعب”.

ورغم تقديره التحديات الموروثة من النظام السابق، عبّر الأصفري عن خيبة أمله: “يجب أن أكون صريحاً: أشعر بخيبة أمل من بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة، وكنت آمل أن نكون الآن في وضع أفضل بكثير”.

زار الأصفري سوريا مرتين بعد سقوط النظام في كانون الأول 2024، وقال إنه كان متفائلاً آنذاك، لكنه أُصيب بخيبة أمل لاحقاً، مشيراً إلى أن الحكومة المؤقتة “استحوذت بالكامل على السلطة”، رغم أن دورها يجب أن يقتصر على الإغاثة والتحضير لانتخابات.

وانتقد الأصفري تفكيك الجيش والشرطة، وتشكيل جيش جديد “بلونٍ واحد”، لا يمثل جميع مكونات سوريا، محذراً من إقصاء الطوائف، قائلاً: “لا يمكنك إقصاء طائفة كاملة، لأنهم في النهاية مواطنون سوريون. هذا يزيد الانقسام ويفتح الباب لتدخلات خارجية”.

كما أشار إلى ازدواجية الحكومة في ملف نزع السلاح: “الحكومة تطلب من بعض الأطراف تسليم سلاحهم، بينما حلفاؤها ما زالوا يحتفظون به”.

وأبدى الأصفري قلقه من هيمنة “هيئة تحرير الشام” على المؤسسات، وإنشاء “وكالة سياسية” تسيطر على الوزارات: “لا أحد يعرف من يملك القرار، الوزير أم الوكالة؟ السوريون يرون توسعاً لسلطة الهيئة، وليس حكومة شاملة”.

وعن الرئيس المؤقت أحمد الشرع، قال: “أنا أحبه، وكان متفهماً، لكنني لا أحكم عليه شخصياً، بل على أداء الحكومة ككل”.

وانتقد الأصفري الدستور الانتقالي، معتبراً أنه يمنح الرئيس سلطات غير محدودة دون توازن بين السلطات، ولا يتضمن إشارات إلى الديمقراطية أو الانتخابات، كما عارض تمديد المرحلة الانتقالية إلى خمس سنوات.

وأشار الأصفري إلى أن بعض العقوبات مبرّرة، خاصة تلك المرتبطة بالمقاتلين الأجانب، قائلاً إن على الحكومة أن تضمن حيادية الجيش لضمان رفعها: “لا يكفي القول إن الأسد ذهب. المجتمع الدولي يريد إصلاحاً حقيقياً، لا تعزيزاً لسلطة فصيلٍ واحد”.

وفي سياق المقابلة، نفى الأصفري رغبته في تولي أي منصب رسمي، قائلاً: “قد أساعد كمستشار أو مبعوث، فقط إذا اتفقنا على هدف بناء دولة شاملة، ديمقراطية، تفصل بين الدين والدولة”.

وختم قائلاً: “أنا لا أعمل في المعارضة النشطة، بل أُعبّر بصوتٍ عالٍ عن الأخطاء، أملاً في تصحيح المسار وإنقاذ سوريا”.

ويُعد أيمن الأصفري من أبرز رجال الأعمال السوريين عالمياً، وهو معارض لنظام الأسد الذي أصدر بحقه مذكرة اعتقال بتهمة “تمويل الإرهاب”، بعد انطلاق الثورة السورية، وشارك في دعم الجهود الإنسانية وأسس منظمة “مدنية” التي تعتبر منصة لعدة منظمات مدنية سورية، كما ساهم في تمويل الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وإلى جانب نشاطه المجتمعي، لعب الأصفري دوراً بارزاً في السياسة الدولية، حيث استخدم نفوذه في بريطانيا للضغط على نظام الأسد.

يتمتع الأصفري بخبرة تزيد على 20 عاماً في قطاع النفط، إذ بدأ مسيرته المهنية في سلطنة عمان في مجال المقاولات، ثم أصبح شريكاً رئيسياً في شركة “بتروفاك” المتخصصة في خدمات الطاقة، وحالياً، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “فينتيرا”، التي تعمل في مجال طاقة الرياح البحرية، كما أنه عضو في مجلس أمناء “الجامعة الأمريكية في بيروت”، ومجلس إدارة مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”، وعضو في لجنة “تشاتام هاوس” لكبار المستشارين.

وُلد أيمن الأصفري في محافظة إدلب عام 1958، ووالده أديب الأصفري كان من مؤسسي حزب “البعث” الحاكم في سوريا سابقاً، و يحمل البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة “فيلانوفا” الأمريكية، وتابع دراسته ونال درجة الماجستير في الهندسة المدنية والحضرية من جامعة “بنسلفانيا” عام 1980.

شارك