“إندبندنت عربية”: منظمة “إنتر ميديت” هي من عملت على تأهيل أحمد الشرع

شارك

جسر – متابعات

كشفت مصادر مطلعة لـ”اندبندنت عربية” أن منظمة “إنتر ميديت” البريطانية، المتخصصة في الوساطة وحل النزاعات، لعبت دوراً محورياً في دعم وتأهيل الرئيس السوري أحمد الشرع سياسياً، قبل صعوده إلى السلطة عقب إسقاط نظام بشار الأسد.

وأفادت المصادر أن المنظمة، التي تتخذ من لندن مقراً لها، عملت على دمج الشرع في الحياة السياسية بعد سنوات من ارتباطه بجماعات مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية.

وأكد السفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، خلال جلسة نظمها “مجلس العلاقات الدولية في بالتيمور” هذا الشهر، أنه تعاون مع “إنتر ميديت” لتقديم المشورة للشرع، مشيراً إلى أنه تردد في البداية في الانضمام إلى المبادرة، قبل أن يقبل لاحقاً بدعوة من المنظمة البريطانية التي لم يسمّها حينها.

وتعد “إنتر ميديت” منظمة غير حكومية متخصصة في الوساطة والتفاوض في النزاعات المعقدة، أسسها عام 2011 جوناثان باول، الذي شغل سابقاً منصب كبير الموظفين لدى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وقد غادر باول المنظمة في نهاية 2024 بعد تعيينه مستشاراً للأمن القومي من قبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ليتولى تنسيق ملفات السياسة الخارجية والأمن والدفاع في مقر رئاسة الوزراء بـ”10 داونينغ ستريت”.

كما شارك في تأسيس المنظمة مارتن غريفيث، الدبلوماسي البريطاني والمبعوث الأممي السابق إلى اليمن، والذي شغل حتى تموز 2024 منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

وتصف “إنتر ميديت” نفسها بأنها جهة متخصصة في إطلاق “حوارات مجدية وسرية” في مناطق النزاع التي تفتقر إلى قنوات فاعلة للحوار، مشيرة إلى أنها تضم نخبة من أبرز خبراء التفاوض على مستوى العالم، وتعمل كمنصة تواصل بين أطراف النزاعات.

وتستفيد المنظمة من خبرات كبار السياسيين والدبلوماسيين الدوليين، وتنفذ مشروعات في بؤر النزاع المعقدة مثل غزة، وميانمار، والعراق، وهايتي.

وفي خطوة لافتة، أعلن مجلس أمناء المنظمة مؤخراً تعيين كلير حجاج مديراً تنفيذياً جديداً بدءاً من كانون الأول 2024.

وتنحدر حجاج من أصول فلسطينية ويهودية، وانضمت إلى المنظمة عام 2018، حيث شغلت مناصب قيادية في السياسات والتخطيط الاستراتيجي، وأسهمت في إدارة مشاريع تفاوضية حول العالم.

ووفق الموقع الرسمي للمنظمة، بدأت حجاج مسيرتها في الأمم المتحدة عام 2002، وعملت في عدة مناطق نزاع من بينها لبنان، العراق، كوسوفو، أفغانستان، ونيجيريا، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في مجال الوساطة الدولية.

وقبل أيام، نفت الرئاسة السورية تصريحات فورد حول لقائه بالرئيس أحمد الشرع، مؤكدة أن اللقاءات التي تحدث عنها كانت جزءاً من زيارات دبلوماسية أجنبية إلى إدلب، شارك فيها فورد ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للدراسات والأبحاث، دون أن تكون مخصصة لأي مشاورات سياسية مباشرة مع الشرع.

يشار إلى أن منظمة “إنتر ميديت” تسعى إلى الاستفادة من موارد الجهات الدولية الكبرى، مثل الحكومات والمنظمات الأممية، لتوظيفها في جهود حل النزاعات والتدخلات الإنسانية، في إطار مقاربة مرنة وسرية تستهدف النزاعات الأكثر استعصاء في العالم.

شارك