جسر – نهى قنص
لليوم الخامس على التوالي، تتواصل الحرائق المشتعلة في غابات جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، وسط جهود مكثفة يبذلها الدفاع المدني السوري لإخماد النيران والسيطرة عليها، رغم التحديات البيئية والميدانية الكبيرة.
ورغم صعوبة التضاريس واشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة، إضافةً إلى بُعد مصادر المياه وانتشار مخلفات الحرب التي تهدد سلامة فرق الإطفاء، تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد عدد من بؤر الحريق واحتواء انتشاره، ولا تزال تتعامل مع بؤرتين رئيسيتين وعدة بؤر صغيرة في المنطقة.
وقال منير مصطفى، رئيس منظمة الدفاع المدني السوري، في تصريح عبر قناة الدفاع المدني على “تلغرام”، من موقع الحريق في غابات ربيعة بريف اللاذقية: “نسّقنا بشكل مباشر مع وزارة الطوارئ والكوارث، ونعمل بظل ظروف صعبة لإخماد الحريق”، مؤكداً أنّ “الفرق تبذل أقصى طاقتها للسيطرة على النيران ومنع تمددها إلى مساحات إضافية”.
وشهد يوم السبت إرسال تعزيزات من محافظات إدلب وحلب وحماة، تحسباً لتفاقم الأوضاع مع تزايد الرياح وارتفاع متوقع لدرجات الحرارة. كما تواصل فرق الإطفاء عمليات التبريد في المواقع التي تمّت السيطرة عليها، منعاً لاشتعالها مجدداً.
وقدّر مصطفى المساحة المتضررة حتى الآن بأكثر من 30 هكتاراً، دون تسجيل أي أضرار في المنازل.
وشاركت الآليات الثقيلة في عمليات إنشاء خطوط النار لعزل النيران وتطويقها، إضافة إلى فتح طرق للوصول إلى البؤر النشطة في المناطق الوعرة من غابات ربيعة.
من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ والكوارث أنّ السلطات التركية وافقت على طلب سوري بإرسال مروحيات للمشاركة في جهود الإخماد، كما تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بالتعاون مع وزارات الزراعة والدفاع والداخلية، بهدف السيطرة على الحرائق في أحراج منطقة الربيعة بجبل التركمان، ومنع انتشارها إلى المناطق السكنية.
وأثارت الحرائق جدلاً بين سكان المنطقة حول أسباب اندلاعها، ففي حين يرى البعض أنّ النيران اندلعت بفعل فاعل، مشيرين إلى شكوك بوجود من يقف وراء إشعال بعض البؤر، يرجّح آخرون أن تكون العوامل الطبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية هي المسبّب الرئيسي.
يقول “أبو فؤاد”، أحد سكان قرية المعلقة، لصحيفة “جسر”: “الأضرار كانت كبيرة، وأكثر ما تضرر هي محاصيل الزيتون”.
كما أشار نزار ديوب، أحد المزارعين المتضررين، إلى خسائر جسيمة طالت أراضيه الزراعية، خصوصاً أشجار الزيتون التي يعتمد عليها سكان المنطقة في معيشتهم.
فيما عبّر “أبو نزار” من قرية الريحانية بأسى عن حاله قائلاً: “خسرت كل شيء، الحرائق التهمت محاصيلي الزراعية بالكامل”.
وتُعتبر حرائق ريف اللاذقية من أضخم الحرائق التي شهدتها المنطقة هذا العام، إذ دمّرت مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، ما يزيد من الضغط على الموارد البيئية والمحلية، ويهدد سبل العيش الزراعي لعدد كبير من السكان.