دير الزور.. عمليات جديدة لإزالة الألغام وسط مطالب شعبية بتوسيع نطاق التطهير

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

بدأت وزارة الدفاع السورية تنفيذ تحركات ميدانية جديدة لإزالة الألغام والمخلفات الحربية في محافظة دير الزور، استجابةً لمناشدات المجتمع المحلي الهادفة إلى تطهير المناطق الزراعية وتأمين بيئة آمنة لعودة السكان المدنيين.

وتشكل الألغام المنتشرة في الحقول والمناطق الريفية المحيطة بالمواقع العسكرية السابقة تهديداً مباشراً لحياة السكان، بعد أن تسببت خلال السنوات الماضية في سقوط ضحايا بينهم قتلى ومصابين بإعاقات جسدية دائمة.

وفي هذا السياق، أرسلت وزارة الدفاع أربع كاسحات ألغام إلى المنطقة، وبدأت كتيبتا الهندسة التابعتان للفرقتين 98 و66 عمليات التطهير في بلدة المريعية، الواقعة شرق مدينة دير الزور.

ووفق مصادر ميدانية، تُستخدم في هذه العمليات كاسحات متخصصة من نوع “MEMATT” و”T-72″ المصممة لمهام إزالة الألغام ضمن تضاريس معقدة وظروف ميدانية صعبة.

وتسعى هذه الجهود إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وإزالة العوائق التي تعيق عودة الأهالي إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، لا سيما في المناطق التي كانت تشهد سابقاً نشاطاً عسكرياً كثيفاً.

ويقول أحمد الخلف، أحد الفلاحين المتضررين من وجود الألغام في ريف دير الزور الشرقي: “لم نستطع زراعة أراضينا لسنوات بسبب الألغام المنتشرة في الحقول. كلما حاولنا العودة إلى العمل، نسمع عن إصابات أو حوادث جديدة”.

أبو خالد، فلاح آخر من المنطقة، يقول: “إزالة الألغام خطوة ضرورية لإنعاش الزراعة. الألغام لا تهدد حياتنا فقط، بل تمنعنا من كسب رزقنا. نحن بحاجة إلى تسريع هذه العمليات حتى نتمكن من زراعة محاصيلنا بأمان”.

وبينما ترحب الأوساط المحلية ببدء عمليات الإزالة، تتصاعد الدعوات لتوسيع نطاقها لتشمل مزيداً من المناطق المتضررة التي لا تزال تعاني من تلوث واسع بالألغام. ويؤكد الأهالي أن تطهير الأراضي من هذه المخلفات يشكّل شرطاً أساسياً لتحقيق الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى المحافظة التي عانت طويلاً من آثار الحرب.

شارك