سكان دير الزور يطالبون بتسريع عمليات إزالة الركام وتحسين الخدمات

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

تتواصل أعمال إزالة الركام وتنظيف المناطق المتضررة، في إطار الحملة التي أطلقها مجلس مدينة دير الزور لتنظيف وإزالة الأنقاض وفتح الشوارع، حيث تم تنظيف محيط مسجد عثمان بن عفّان في حي المطار القديم وحي العمال، في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة السكان وتهيئة الأحياء للعودة التدريجية للحياة الطبيعية.

وتجري هذه الحملة بالتعاون مع منظمة “الخوذ البيضاء” ومديرية الخدمات ومؤسسة البيئة النظيفة، وتشمل عدداً من الأحياء التي لا تزال تعاني من آثار الدمار.

وتشير تقارير مجلس مدينة دير الزور، الذي يشرف على عمليات التنظيف وإعادة التأهيل، إلى أن نسبة الدمار في بعض الأحياء، مثل حي الحويقة تجاوزت 80%، فيما تتراوح نسبة الضرر العام بين 50% و 100% في مناطق متفرقة من المدينة.

ورغم الجهود المبذولة، لم يتجاوز تنفيذ مشروع إزالة الأنقاض حتى الآن 30% فقط، حيث تم ترحيل نحو 15 ألف متر مكعب من الركام من أصل 40 ألف متر مكعب مخطط لإزالته.

ومع استمرار عمليات التنظيف، عبر العديد من السكان العائدين، الذين كانوا نازحين خلال السنوات الماضية، عن مشاعر مختلطة بين الفرح بعودة الحياة إلى شوارع المدينة، والقلق من استمرار وجود الأنقاض في بعض المناطق.

يقول أبو زهير، أحد سكان حي العمال العائدين بعد سنوات من النزوح، أن التغيير أصبح واضحاً في شوارع المدينة، لكنه يشدد على الحاجة إلى إزالة ما تبقى من الأنقاض لضمان استئناف الحياة الطبيعية دون عوائق، ويؤكد قائلاً: “رؤية الشوارع تنظف بعد هذه السنوات تمنحنا شعوراً بالأمل، لكن بقاء بعض الركام يعيق حركتنا اليومية، ونأمل أن تستمر الجهود حتى إزالته بالكامل”.

أما علي الحسين، أحد سكان حي المطار القديم، فيؤكد أن عمليات التنظيف ساهمت في تحسين المشهد العام، إلا أن التركيز على الشوارع الرئيسية وحدها لا يكفي، مطالباً بتوسيع نطاق العمل ليشمل الأزقة الداخلية التي لا تزال تعاني من تراكم الركام، ويوضح قائلاً: “تحسنت الطرق الرئيسية، لكن الأزقة الفرعية لا تزال مليئة بالركام، وهو ما يعوق حركة الأهالي ويؤثر على حياتهم اليومية. نأمل أن تشمل الحملة جميع المناطق دون استثناء”.

وتبرز هذه التصريحات الحاجة إلى استراتيجية أوسع لضمان استكمال عمليات التنظيف في جميع أجزاء المدينة، وسط توقعات السكان بأن تؤدي هذه الجهود إلى استعادة دورة الحياة الطبيعية وتسريع وتيرة الإعمار.

وفي ظل هذه الجهود، أطلق سكان الأحياء المستهدفة مناشدات للجهات المعنية لتسريع عمليات إزالة الأنقاض، مشيرين إلى أن وجودها لا يعيق فقط حركة المرور، بل يشكل أيضاً خطراً صحياً على الأطفال وكبار السن، ويؤكد العديد من الأهالي أن تنظيف الأحياء يجب أن يكون خطوة ضمن خطة متكاملة تشمل ترميم البنية التحتية وإعادة الخدمات الأساسية، لضمان استعادة الحياة الطبيعية للمدينة بشكل كامل.

شارك