في خطاب تلفزيوني.. “الشرع” يتعهد بأن تكون بسوريا موحدة وآمنة وبانفتاح استثماري يساهم ببناء الدولة

شارك

جسر – متابعات

أعلن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن بلاده دخلت مرحلة جديدة من الانفتاح والبناء، بعد سنوات من الحرب والانهيار تحت حكم النظام السابق، مؤكداً أن وحدة الشعب السوري وتضحياته كانت المحرك الأساس لهذا التحول التاريخي.

وقال الشرع في خطابه الذي بُثّ عبر “الإخبارية” بعد يوم من رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا: “لقد مرت سوريا بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث، قُتل فيها الشعب، وهُجّر الملايين، وغُيّب الآلاف في سجون الظلام، وانهارت مؤسسات الدولة وتحولت البلاد إلى بيئة طاردة لأهلها والمنطقة والعالم.”

وأضاف أن “النظام الساقط” قد تسبب في عزلة سوريا وانفصالها عن محيطها العربي والدولي، مشيراً إلى أن البلاد أصبحت غريبة عن تاريخها الحضاري، قبل أن تبدأ مرحلة التحرر في إدلب، حيث بدأت ملامح سوريا الجديدة تتشكل تحت راية الثورة السورية.

وأكد الشرع أن “سوريا استعادت حريتها، وفرح السوريون بتحرير بلادهم، مشيراً إلى أن هذه الفرحة شاركهم فيها أشقاؤهم في الدول المجاورة والعالم”، وأشار إلى أن “روح الانتماء عادت للشعب السوري، وتمسك الناس بدولتهم الجديدة”.

وتحدث الشرع عن أبرز ما تم إنجازه خلال الأشهر الستة الماضية، مشيراً إلى أن القيادة الانتقالية عملت على مدار الساعة لمعالجة “الواقع المرير” الذي خلّفه النظام السابق، ومن أبرز الخطوات التي أُنجزت حسب قوله: الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح بيد الدولة، وتشكيل حكومة انتقالية ولجنة انتخابية، وإصدار الإعلان الدستوري، وعقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق وتقييم أداء المؤسسات، وتنفيذ جولات دبلوماسية للتعريف بسوريا الجديدة.

وأردف الرئيس الشرع أن الدبلوماسية السورية لعبت دوراً محورياً في المرحلة الجديدة، حيث شاركت سوريا في المنتديات والمؤتمرات الدولية ورفعت علمها في الأمم المتحدة، ونجحت في فتح أبواب كانت مغلقة لعقود، مشيراً إلى أنها مهدت الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية.

وتحدث الشرع عن لقاءاته مع قادة المنطقة والعالم، مشيراً إلى زياراته للرياض ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وعد ببذل جهوده لرفع العقوبات، كما تحدث عن لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأشاد بمواقف تركيا تجاه الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

وأضاف أنه التقى كلاً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، اللذين أبديا استعدادهما التام لدعم سوريا، كما أشار إلى مواقف الدعم من ملك البحرين حمد بن عيسى، وقيادات الكويت وسلطنة عمان والأردن ومصر وليبيا والجزائر والمغرب والسودان واليمن والعراق.

وعلى الصعيد الدولي، تحدث الشرع عن لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أبدى استعداداً لرفع العقوبات، إلى جانب دعم دول أوروبية كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما نوّه بموقف بريطانيا، التي سارعت أيضاً إلى إنهاء العقوبات.

لكن المفاجأة الكبرى، بحسب الشرع، كانت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعم قرار رفع العقوبات عن سوريا، واصفاً إياه بـ”التاريخي والشجاع”.

وتوقف الشرع عند دور الجاليات السورية في الخارج، مؤكداً أن تفاعلهم ودعواتهم لرفع العقوبات كان له أثر بالغ في التأثير على الرأي العالمي. وشدّد على أهمية وحدة الشعب في الداخل والخارج، والعلاقة الجيدة مع الأشقاء، واصفاً ذلك بأنه “رأس المال الحقيقي لسوريا الجديدة”.

وقال: “اليوم لا نحتفل فقط برفع العقوبات، بل بعودة الأخوة الصادقة والمشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة.” وأكد أن وحدة القرار والتوجه أثمرت هذا التحول، مشيراً إلى وفاء القادة العرب لوعودهم ومواقفهم المشرفة تجاه سوريا.

كما وجّه دعوة صريحة للمستثمرين السوريين في الخارج للعودة واستثمار الفرص المتاحة في جميع القطاعات، مؤكداً التزام الحكومة الانتقالية بتطوير التشريعات الاقتصادية، وتحفيز بيئة الاستثمار، وتقديم التسهيلات لعودة رأس المال الوطني والأجنبي للمساهمة في إعادة الإعمار.

وفي ختام خطابه، شدد الرئيس الشرع على أن سوريا لن تكون بعد اليوم ساحة لصراع النفوذ أو مطمعاً خارجياً، مؤكداً رفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو إحياء سرديات النظام السابق، مضيفاً أن “سوريا الجديدة لكل السوريين بمختلف طوائفهم وأعراقهم، وأن التعايش هو من صلب هوية الدولة، وأن الانقسامات كانت دوماً بفعل التدخلات الخارجية”.

واختتم بقوله: “لقد علمتنا المحن أن قوتنا في وحدتنا، وأن طريق النهوض لا يُعبد إلا بالتكاتف والعمل الجاد. لن ننسى شهداءنا وجرحانا، وسيكونون حاضرين في كل خطوة نحو المستقبل”.

شارك