جسر – طرطوس (غدي النهار)
شهد أحد بارات مدينة طرطوس، مساء الأحد، حادثة اقتحام مسلح نفذتها مجموعة من ستة عناصر ملثمين يرتدون زياً عسكرياً، في سابقة تُسجل لأول مرة ضد أماكن السهر في المحافظة الساحلية، التي لطالما اعتبرت “آمنة نسبياً” مقارنة ببقية مناطق البلاد.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ”جسر”، وقع الهجوم حوالي الساعة العاشرة ليلاً، عندما ترجل المسلحون عن دراجاتهم النارية ودخلوا إلى بار “زاروب” الواقع في أحد الأزقة وسط المدينة، حيث قاموا بمصادرة الهواتف المحمولة لصاحب البار وأحد الزبائن، بعد تهديدهم بالسلاح، والاعتداء بالضرب على الموجودين داخله.
وأكدت المصادر أن للمهاجمين لهجات غير محلية، ما زاد من حيرة السكان بشأن خلفيات العملية.
وقد وثق مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي آثار التخريب داخل المكان، بما في ذلك تكسير الكراسي والطاولات، وتحطيم زجاجات الكحول، وتخريب شاشة العرض.
وعقب الحادثة، توجّه صاحب البار إلى قسم الشرطة الغربي، حيث تم تنظيم ضبط رسمي بالحادثة، وأُرسلت دورية من الأمن العام لمعاينة المكان، في حين لا يزال الفاعلون مجهولي الهوية، وتتواصل المطالبات بتقديم المعتدين إلى العدالة.
ورغم أن البار لا يقع على شارع رئيسي، ما ينفي فرضية أن الهجوم وقع صدفة، فإن الاحتمال الأرجح بحسب سكان المنطقة، أن يكون الهجوم جزءاً من حملة ترهيب تقوم بها بعض المجموعات المنفلتة، ما يعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة، منها الهجمات التي استهدفت مطعمي “ليالي الشرق” و”الكروان” في دمشق مطلع شهر أيار الجاري.
ويأتي الاعتداء يأتي في وقتٍ تعيش فيه طرطوس حالة من التوتر والانفلات الأمني، بعد فترة من الاستقرار النسبي، حيث شهدت المحافظة خلال يوم السبت الماضي فقط ثلاث جرائم قتل متفرقة راح ضحيتها ثلاثة مدنيين، يُشتبه في أن نفس المجموعة المسلحة المسؤولة عنها كانت تستقل سيارة مجهولة.
كما أفادت مصادر محلية بتكرار حوادث اختفاء الفتيات في مناطق الساحل السوري، حيث تم الإبلاغ مؤخراً عن اختفاء شابتين، ما أثار موجة قلق واسعة في أوساط السكان.
ويطالب الأهالي بوقف انتشار السلاح العشوائي، وملاحقة السيارات غير المرقمة المنتشرة بكثافة في المدينة، ومحاسبة من يقف وراء حوادث الاعتداء المتكررة، التي دفعت العديد من السكان، لتجنب الخروج ليلاً خوفاً على سلامتهم.