جسر – حمص
شهدت مدينة حمص جريمة جديدة، أمس الأحد، أثارت حالة من القلق والاستنكار في أوساط الأهالي، وسط مؤشرات مقلقة على تصاعد العمليات الانتقامية التي في أغلبها تكون على أساس طائفي.
وفي حي النازحين داخل المدينة، أقدم مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية على إطلاق النار بشكل مباشر على عائلة كانت في طريقها لزيارة أحد الأقرباء.
وبحسب ما ذكر ناشطون، أسفر الهجوم عن مقتل رافع ملحم وابنه أمجد ملحم على الفور، فيما أصيبت الطفلة تيا ملحم، ابنة أمجد، بجروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى قسم العناية المركزة في أحد مشافي المدينة.
وذكرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي أن المسلحين الملثمين يُعتقد أنهما من فصيل متشدد، الأمر الذي يعزز المخاوف من وجود خلايا إرهابية تتحرك بحرية وسط الأحياء المدنية دون رادع.
وكانت قد تمكنت وحدة أمنية أمس الأحد، من تفكيك دراجة نارية مفخخة كانت مركونة في أحد الأزقة الفرعية بالمدينة، ضمن عمليات استباقية لتأمين مداخل ومخارج حمص.
واليوم الاثنين، شهدت ريف حمص الشمالي الغربي حادثة أخرى ذات بعد طائفي خطير، إذ قام مجهولون يستقلون دراجات نارية بتوزيع منشورات تهديدية في عدد من القرى ذات الغالبية العلوية في منطقة الحولة، شملت “فلة، القانقية، الشرقلية، القبو، والشنية”. وتضمنت المنشورات تحذيرات لسكان هذه القرى من الاستمرار في الإقامة بمناطقهم، مع تهديد صريح بالقتل في حال عدم الرحيل.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد وتيرة الانفلات الأمني في محافظة حمص والمناطق المجاورة، حيث تتكرر الاعتداءات والجرائم المنظمة، وسط غياب رقابة فعّالة أو تدخل حاسم من الجهات الأمنية المعنية، مما يجعل المدنيين هدفاً سهلاً للترهيب والابتزاز.
وأثارت هذه الأحداث المتلاحقة ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون ومواطنون عن خشيتهم من انزلاق الوضع مجدداً إلى مربع الفوضى الطائفية، مطالبين الحكومة السورية بإجراءات أمنية عاجلة وحازمة لضبط الأوضاع ومحاسبة المتورطين.