جسر – هبة الشوباش
اغتيل حسام ورور الرئيس الأسبق لبلدية صحنايا بريف دمشق، مع نجله، برصاص مسلحين مجهولين، اليوم الخميس، وفق ما أفادت به مصادر محلية، وذكرت مصادر أن الأمن العام التابع للحكومة السورية، فتح تحقيقاً في الحادثة.
وكان ورور قد ظهر في مقطع مصوّر قبل يوم من مقتله، مرحّباً بقوات الحكومة السورية وتعاملها مع الأهالي عقب دخولها إلى بلدة صحنايا، التي شهدت في الأيام الأخيرة اشتباكات دموية وتوتراً أمنياً واسعاً.
في سياق متصل، دخلت قوات من الأمن العام ووزارة الدفاع بلدة الصورة الكبرى بريف السويداء، صباح الخميس، في محاولة لتعزيز الاستقرار بعد هجمات شهدتها القرية الليلة الماضية. كما رافقت طواقم من “الهلال الأحمر العربي السوري” مسؤولين رسميين تمهيداً لعودة السكان إلى منازلهم.
وشهدت منطقة صحنايا، ذات الغالبية الدرزية، منذ يومين اشتباكات مسلّحة أسفرت، بحسب مصادر رسمية، عن مقتل 11 شخصاً، من بينهم مدنيون وعناصر أمن. وتعود أسباب التصعيد، بحسب مصادر ميدانية، إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها توترات طائفية اندلعت على خلفية تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، ما أثار احتجاجات وأعمال عنف، وهجمات على حواجز أمنية، من بينها هجوم بقذائف RPG أسفر عن مقتل عناصر أمن، مما أدى إلى تصعيد كبير في المواجهات، مع امتداد العنف إلى مناطق مجاورة، مثل جرمانا وريف السويداء، وسط أنباء عن اشتباكات وأصوات إطلاق نار كثيف من مجموعات مجهولة.
ووفق شهادات من سكان محلّيين، شاركت في الاشتباكات جماعة “رجال الكرامة”، وهي حركة مسلحة درزية محلية تقول إنها تواجه “عصابات خارجة عن القانون”، وقد تخللت المواجهات استخدام أسلحة ثقيلة، من بينها رشاشات وقذائف هاون، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
في محاولة لاحتواء التوتر، قالت السلطات السورية إنها اتخذت جملة من الإجراءات، شملت فرض حظر تجوال في بلدة صحنايا، وتنفيذ حملات أمنية وتمشيط في منطقة أشرفية صحنايا بحثاً عن مجموعات مسلّحة، وإعادة انتشار أمني شملت إقامة حواجز ثابتة ومتحركة، إضافة إلى اعتقالات في المنطقة، إضافة إلى جهود وساطة قادها وجهاء محليون من صحنايا ودير الزور، أسفرت عن تسليم أحد المتورطين إلى أجهزة الأمن، وتسليم بعض الحواجز إلى عناصر من الأمن الداخلي.
مصادر أهلية قالت إن صحنايا تعيش منذ مساء الأربعاء حالة من الذعر والقلق، وسط تساؤلات من الأهالي عن مدى إمكانية استمرارهم في منازلهم أو النزوح نحو مناطق أكثر أماناً، مشيرة إلى أن “الوضع متوتر جداً”.
ورغم التوتر، يؤكد سكان من البلدة على متانة العلاقات الاجتماعية بين المكوّنات الدينية المختلفة في صحنايا، مشيرين إلى أن محاولات زرع الفتنة الطائفية “لن تجد أرضاً خصبة”.