طبيبة تتعرض للتحرش من عناصر شرطة في حلب.. والسلطات تتدخل

شارك

جسر – حلب

أثار منشور للطبيبة السورية هيا قولي على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجة واسعة بعد أن تحدثت فيه عن تعرضها وابنتها لتحرش لفظي ومضايقات من قبل عناصر شرطة في مدينة حلب، أثناء تواجدهما في منطقة دوار البولمان.

وفي تفاصيل الحادثة التي سردتها الطبيبة على حسابها الشخصي، أوضحت أنها كانت برفقة ابنتها في سيارتها بعد انتهائهما من شراء بعض الحاجيات، لتتفاجأ بسيارة شرطة تطاردها وتشعل الأضواء خلفها، وفي البداية، ظنت الطبيبة أن السيارة في مهمة رسمية أو تطارد مجرماً، إلا أن سلوك عناصر الشرطة أوضح عكس ذلك.

وأشارت قولي إلى أن السيارة كانت تضم عدة عناصر من الشرطة، وليس فرداً واحداً، ما ينفي إمكانية اعتبار التصرف “تصرفاً فردياً”، مضيفة أنهم قاموا بإطلاق عبارات مسيئة وتهكمية عليها، وواصلوا مضايقتها خلال سيرها في الزحمة، قبل أن يواجهوها بكلمات نابية، من بينها قول أحدهم: “نحن منقرف من أشكالك”، في إشارة إلى كونها غير محجبة.

وفي محاولة للدفاع عن نفسها، أخبرتهم الطبيبة أنها تنوي توثيق ما يحدث ورفع القضية للرأي العام، ليأتيها الرد من أحد العناصر بتهديد مباشر: “رح نخلص منكن قريباً”، بحسب ما جاء في المنشور، مهدداً إياها بكسر هاتفها في حال واصلت التصوير.

وأعربت قولي عن صدمتها من أن من يفترض بهم حماية المواطنين، يتحولون إلى مصدر تهديد وترهيب، متسائلة: “إذا تعرضنا لاعتداء من رجال الشرطة، فلمن نلجأ؟”.

واختتمت منشورها بتأكيدها أن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لمثل هذه الحادثة، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة محاسبة المسيئين، قائلة: “هناك أشخاص جيدون، لكن السيئين يجب أن يُحاسَبوا”.

المنشور لقي تفاعلاً كبيراً من رواد مواقع التواصل، الذين عبّروا عن تضامنهم مع الطبيبة، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، مؤكدين أن ما جرى يعدّ تجاوزاً خطيراً يجب ألا يمرّ دون تحقيق ومساءلة، خصوصاً أن هذه الحوادث تكررت كثيراً من جانب عناصر من الشرطة والفصائل والأمن في محافظات عدة.

وفي منشور آخر عبر حسابها على فيسبوك، أوضحت قولي أن القضية تطورت خلال الساعات الماضية، وشهدت أخذاً ورداً وتحقيقات موسعة، انتهت بتدخل مباشر من نائب قائد شرطة حلب، الذي وعد بمتابعة الموضوع وعدم السماح بمروره بشكل عابر.

لكنها كشفت في الوقت ذاته عن تعرض زوجها للتوقيف ليلة كاملة في مخفر الشهباء دون مذكرة إحضار أو أمر قانوني، على يد نفس العنصر الذي شارك في حادثة التحرش داخل سيارة الشرطة، مشيرة إلى محاولة حجز سيارتهم دون أي مبرر قانوني.

ورغم هذه الصعوبات، عبّرت قولي عن ارتياحها لما آل إليه الموقف، وقالت: “اليوم شعرت أنني مواطنة سورية لي صوت وحق لا يضيع، وشاهدت بأم عيني كيف يمكن أن تأخذ الأمور مجراها حين يُرفع الصوت”.

كما وجّهت شكرها لقيادة شرطة حلب، ولشباب الأمن العام، وخاصة مكتب العلاقات العامة ومكتب العلاقات الإعلامية في المحافظة، مشيدة بتعاملهم المسؤول، ودورهم في إنصافها واستعادة كرامتها، مؤكدة أن ما جرى يُثبت أن هناك من يصغي لصوت المواطن، قائلة: “بالفعل هناك أشخاص قلوبهم على البلد، ونفخر بشبابنا الذين يرفعون الرأس.”

شارك