طريق دير الزور – دمشق الدولي خارج التغطية.. العزلة الرقمية تهدد حياة المسافرين

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

على الطريق الممتد بين دير الزور ودمشق، يواجه المسافرون عزلة رقمية كاملة، حيث تختفي إشارات الهاتف تدريجياً حتى ينقطع الاتصال تماماً، تاركين خلفهم أي وسيلة تواصل، ليجدوا أنفسهم في فراغ رقمي يمتد لمئات الكيلومترات.

هذه العزلة ليست مجرد انقطاع بسيط، بل تهديد مباشر لحياة من يسلكون هذا الطريق، حيث يؤدي غياب الاتصال إلى تفاقم المخاطر، لا سيما في الحالات الطارئة، فبعد وقوع حادث مروري، يجد الناجون أنفسهم أمام مهمة صعبة للبحث عن إشارة هاتف لإبلاغ فرق الطوارئ، وهي رحلة قد تستغرق ساعات، مما يقلل فرص إنقاذ المصابين في الوقت المناسب.

وفي واحدة من الحوادث المؤلمة التي شهدها الطريق، فقد 6 مدنيين حياتهم في صباح العاشر من أيار، 4 منهم كانوا على متن حافلة لنقل الركاب، 2 في شاحنة محمّلة بالأغنام، إثر اصطدام مباشر بين المركبتين قرب قرية الشولا.

ولم يقتصر الضرر على الأرواح فحسب، بل نفق ما يقارب 20 رأساً من الأغنام، وتعرضت المركبتان لأضرار جسيمة.

ويُعد طريق دير الزور – دمشق شرياناً رئيسياً يربط شرق سوريا بعاصمتها، ويعتبر الطريق الرئيسي بين العراق وباقي المحافظات السورية، كما أن الطريق تسلكه المساعدات الدولية والقوافل التجارية يومياً، إلا أن انعدام الاتصالات عليه يبقى خطراً دائماً، يهدد فرق الإغاثة، وسائقي الشاحنات، والمسافرين المدنيين الذين يعتمدون عليه.

وفي ظل التطورات الكبيرة في الاتصالات عالمياً، يبقى هذا الطريق خارج الخدمة تماماً، مما يثير تساؤلات حول أسباب عدم توفير تغطية تواكب الحاجة الملحّة لضمان سلامة المارين عليه.

ويطالب المواطنون وزارة الاتصالات باتخاذ خطوات عاجلة لإيصال الخدمة إلى هذا الطريق الحيوي، ليصبح السفر عليه أكثر أماناً، وليتمكن المسافرون من التواصل في حالات الطوارئ، فالمسافرون لا يعبرون صحراء مفتوحة، بل يسلكون طريقاً داخل دولة، تحتاج إلى بنية تحتية رقمية تساعدهم.

شارك