جسر – السويداء
تتواصل المعارك في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مع تصعيد كبير للهجمات المسلحة التي تشنها مجموعات عشائرية مدعومة بأسلحة ثقيلة، وسط اتهامات للحكومة السورية الانتقالية بتسهيل هذه الهجمات وتوفير الغطاء الأمني لها.
وأفادت شبكة “السويداء 24” أن معارك كر وفر تدور على ثلاثة محاور رئيسية في ريف السويداء الغربي والشمالي والشمالي الشرقي، في ظل حصار خانق مفروض على المحافظة منذ قرابة الأسبوع، أدى إلى انقطاع المياه والغذاء والكهرباء عن السكان.
وبحسب منظمات حقوقية، نزحت أكثر من 80 ألف أسرة من مدينة السويداء والقرى الغربية والشمالية نحو المناطق القريبة من الحدود السورية الأردنية، في حين نزحت أكثر من ألف أسرة من عشائر البدو باتجاه محافظة درعا.
وينهار الواقع الصحي في المحافظة مع خروج مشفى السويداء الوطني عن الخدمة، تبعه مشفى المزرعة الخاص، ما زاد من معاناة الجرحى والمصابين في ظل غياب أي دعم طبي أو إنساني.
ويتهم أهالي السويداء الحكومة الانتقالية بمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، بينما تسمح في المقابل بمرور أعداد كبيرة من المسلحين نحو قرى المحافظة، حيث يقومون باقتحام المنازل، ونهبها وحرقها، إضافة إلى تنفيذ عمليات إعدام ميداني بحق المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، بحسب شهادات محلية.
ورغم قلة الإمكانيات، يواصل مئات المقاتلين من أبناء السويداء الدفاع عن قراهم ومدينتهم، وتمكنوا من صد عدة محاولات لاختراق مدينة السويداء، وسط مقاومة شعبية كبيرة، بحسب ما ذكرت شبكات محلية.
ويحذر مراقبون من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية مفتوحة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التحريض الطائفي ومنع تدفق المسلحين إلى محافظة السويداء.