تحذيرات أممية من كارثة غذائية في سوريا وعجز غير مسبوق في إنتاج القمح

شارك

جسر – متابعات

حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من عجز حاد في إنتاج القمح في سوريا، يُتوقع أن يتراوح بين 2.5 و2.7 مليون طن خلال موسم 2024–2025، وهو ما يعرض أكثر من 16.3 مليون سوري لخطر انعدام الأمن الغذائي، وفق ما أعلنته هيا أبو عساف، مساعدة ممثل “الفاو” في سوريا.

وأوضحت أبو عساف أن 75% من الأراضي الزراعية والمراعي الطبيعية تأثرت بالظروف المناخية القاسية، مشيرة إلى أن 2.5 مليون هكتار من القمح تأثرت سلباً نتيجة الجفاف وتراجع الأمطار، ما أدى إلى تلف 95% من القمح البعل، وانخفاض إنتاج القمح المروي بنسبة تتراوح بين 30 و40% مقارنة بالمعدلات المعتادة.

واعتبرت “الفاو” أن الموسم الزراعي الحالي في سوريا هو “الأسوأ منذ ستة عقود”، محذّرة من تبعاته الكارثية على الأمن الغذائي، في ظل تزايد معدلات الفقر وتراجع القدرة على توفير الغذاء محلياً.

وقبل أيام أصدرت ثلاث وكالات أممية – هي “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) – بياناً مشتركاً عبّرت فيه عن قلقها العميق إزاء تداعيات الجفاف غير المسبوق في سوريا، والذي تسبب في فشل شبه كامل لموسم القمح في عدة مناطق.

وأشار البيان إلى أن العجز المتوقع في القمح يعادل حاجة أكثر من 16.25 مليون شخص سنوياً، بينما يعاني حالياً 14.5 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه 5.4 ملايين شخص خطر الجوع المباشر، ما يستوجب تدخلاً عاجلاً واستباقياً لدعم القطاع الزراعي.

في المقابل، أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية إجراءات لدعم الإنتاج المحلي، شملت منع إدخال القمح المستورد عبر جميع المنافذ خلال موسم الشراء الحالي، بهدف حماية المحصول الوطني وضمان تسويقه.

وحددت الوزارة أسعار شراء القمح لهذا الموسم بحسب الجودة، حيث بلغ سعر القمح القاسي من الدرجة الأولى 320 دولاراً للطن، وتراجعت الأسعار تدريجياً للدرجتين الثانية والثالثة. أما القمح الطري، فبلغ 300 دولار للدرجة الأولى، مع انخفاض مماثل للدرجات الأخرى.

كما تم إقرار مكافأة تسويق تبلغ 130 دولاراً لكل طن يُسلّم إلى المراكز المعتمدة، بشرط أن يكون من إنتاج موسم 2025 ويحمل شهادة زراعية رسمية.

ورغم هذه الإجراءات، تؤكد التحذيرات الأممية أن البلاد تقف أمام منعطف خطير يتطلب استجابة عاجلة وموسّعة، عبر دعم المزارعين، وتوفير البذور والمياه، وتعزيز صمود المجتمعات الريفية لمواجهة أزمة غذائية قد تكون الأشد في تاريخ سوريا الحديث.

شارك