جسر – حماة
شهدت مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي تصعيداً أمنياً وتوتراً شعبياً، إثر انتشار كتابات طائفية مسيئة على جدران عدد من شوارع المدينة، في مشهد أثار قلقاً واسعاً بين السكان.
ووفق ما أفاد به ناشطون محليون، فقد ظهرت صباح يوم أمس، عبارات تهديدية من قبيل “جاييكم الدور يا عبادين الصليب” و”سكرنالكن محلاتكن بدنا…” مكتوبة قرب تمثال السيدة العذراء وسط المدينة ذات الغالبية المسيحية.
وتزامن ذلك مع فرض السلطات إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق معظم المحال التجارية، بما في ذلك المقاهي والمطاعم، بحجة مخاوف من “هجمات محتملة” مثل التي طالت كنيسة مار إلياس في دمشق.
كما أقدمت عناصر تابعة للأمن العام على اقتحام عدد من المقاهي في المدينة قبل يومين، واعتدت على مجموعة من الشبان بالضرب، واعتقلت اثنين منهم، هما بشار نسب وهادي السعد، دون توضيح أسباب الاعتقال أو توجيه تهم رسمية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد في حوادث العنف والاعتداءات والخطف في مناطق متفرقة من سوريا، على خلفية نشاط متزايد لمجموعات مسلحة متطرفة، كان أبرزها التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى.
وفي وقت يطالب فيه السوريون بوضع حد للفوضى الأمنية، يُحذر مراقبون من أن استمرار غض الطرف عن هذه الحوادث قد يُفضي إلى اضطرابات أكبر، داعين إلى اعتماد سياسات أمنية مسؤولة لا تُكرّس الاستفزاز أو التمييز، بل تعزز من مفهوم المواطنة واحترام التعدد الديني والطائفي في سوريا.
