جسر – دمشق
بدأت أعمال الاستشارات الوطنية لتحديد مهام “الهيئة الوطنية العليا للمفقودين”، أمس السبت، في العاصمة دمشق، بمشاركة واسعة من ذوي المفقودين وممثلين عن المجتمع المدني، إلى جانب حضور رسمي، في خطوة تهدف إلى بناء آلية عمل تشاركية تُعلي صوت العائلات وتضع احتياجاتها في صلب أولويات العمل الوطني.
وأعلن رئيس الهيئة، محمد الجلخي، بدء المرحلة الأولى من عمل الهيئة، ضمن خطة مؤسسية متكاملة من ست مراحل، تبدأ بالاستماع إلى العائلات، وتمتد إلى التوثيق، والتحقق، والبحث، وصولاً إلى تقديم الدعم والمساءلة.
وأوضح الجلخي أن الهيئة شكّلت فريقاً استشارياً يضم خبراء محليين وممثلين عن أسر المفقودين، مشيراً إلى أن عمل الهيئة يتطلب وقتاً، وجهداً مشتركاً، وصبراً من جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن النجاح في هذه المهمة الإنسانية والوطنية “مرهون بثقة العائلات، ودعم الحكومة، وانخراط فعّال من المجتمع المدني”.
وأكد أن الهيئة ستعمل ضمن هيكلية إدارية مؤقتة تتضمن مجلساً استشارياً لرسم السياسات، وخمس قطاعات متخصصة تشمل: التحقق والتوثيق، وإدارة تحليل البيانات، ودعم العائلات، وبناء الشراكات، والكفاءة المؤسسية والمالية.
وأشار إلى أن الهيئة ملتزمة بثوابت أساسية تشمل الشفافية، والعدالة، واحترام حقوق الضحايا وذويهم، وإعطاء الأولوية للدعم النفسي والمشورة القانونية، ومشاركة العائلات في اتخاذ القرارات.
ويعلّق الكثير من السوريين، لا سيما عائلات المفقودين، آمالاً كبيرة على عمل الهيئة، باعتبارها بارقة أمل بعد سنوات طويلة من الألم والغموض، حيث تُعد هذه الخطوة، بالنسبة لكثير من العائلات، بداية مشوار شاق نحو كشف مصير أحبّائهم، وإنهاء دوامة الانتظار المفتوحة على الاحتمالات كافة.
وترى عائلات الضحايا أن الاعتراف الرسمي بوجود هذه الأزمة، وإشراكهم في مراحل الحل، يمثل تحوّلاً مهماً في التعاطي مع ملف المفقودين، الذي طالما ظل مؤجلاً أو مغيباً عن دائرة الاهتمام المؤسسي.