وصف صالح مسلم المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي، اللقاء الأخير بعبد الله أوجلان بالإيجابي وقيم رسالته قائلاُ “حل المشكلة يكمن في إمرالي، يجب على الدولة التركية وضع حلول والجلوس على طاولة الحوار هو الأساس”.
واجتمع محامو عبد الله أوجلان مع موكلهم بتاريخ 7 آب الجاري. فيما أصدر مكتب العصر القانوني بياناً حول مضمون اللقاء.
المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم تأجرى لقاء مع وكالة “هاوار” حول مضامين الرسالة التي وجهها أوجلان.
“الدولة التركية اضطرت للسماح بزيارة أوجلان”
مسلم قال إن “الدولة التركية لم تكن تسمح بزيارة أوجلان في إطار سيادة الإبادة التي تمارسها ضد الشعب الكردي، فبعد 8 سنوات أثبت أنه لا يمكنهم فصل الشعب عن القائد، الدولة التركية اعتمدت حرباً دبلوماسية وعسكرية وسياسية من أجل إبادة الشعب الكردي، ولكن هذه الحرب فشلت. لذلك فإن الدولة التركية مضطرة للسماح للقائد آبو لطرح أفكاره. الدولة التركية تعيش أزمة داخلية وخارجية وجميع الأبواب أُغلقت في وجهها. وترى أن الحل هو الهجوم على شمال وشرق سوريا. وخلال المباحثات التركية الأمريكية اتضح أنها لن تستطيع تحقيق أي مكاسب من خلال هذه السياسيات، ولذلك سمحت الدولة التركية لمحامي القائد بزيارته. الزيارة إيجابية وقيمة، وهذا ما يريده الشعب الكردي”.
“الاعتماد على السبل العسكرية سببت الخسارة للدولة التركية”
وأضاف مسلم “القائد آبو أشار خلال رسالته إلى تاريخ الدولة العثمانية، يجب على الدولة التركية دراسة تاريخها بشكل جيد. العداوة التي انتهجتها تركيا بين الكرد والترك سبب الخسارة للدولة التركية على الدوام. وعندما تكون هناك مصالحة على أسس الاعتراف بالشعب الكردي وقتها يمكن حل المشكلة التركية والكردية أيضاً. إذا كانوا فعلاً يريدون إنهاء الحرب، فيجب أن لا يتم إنكار وتهميش الشعب الكردي وحل القضية الكردية. لذلك فإن القائد آبو دعا إلى قراءة ودراسة التاريخ. العلاقات الكردية التركية تبدأ من أخلاط وملاذكرد وحتى زمن وضع الدستور عام 1921، حيث تم وضع الدستور بشكل مشترك وتم الاعتراف بإرادة الشعب الكردي. وبعد ذلك التاريخ مرحلة اضطهاد الشعب الكردي، ومنذ ذلك الوقت كانت الجمهورية التركية في حرب دائمة وخاسرة”.
“يجب الاعتراف بالشعب الكردي والجلوس على الطاولة”
وحول دور أوجلان في حل الأزمات قال مسلم “لقد خسر الكرد وكذلك الأتراك كثيره على مدى 27 عاماً منذ زمن تورغوت أوزال وحتى يومنا هذا’ فإذا كانت الدولة التركية قبلت الحل في تلك الفترة، لما استمرت هذه الحرب 27 سنة أخرى. كان أوزال يتمتع بالجرأة ولديه مشروع للحل إلا أن الدولة التركية قتلته. ولذلك فإن القائد آبو يسأل الدولة التركية، هل يوجد بينكم شخص مثل تورغوت أوزال يقود المرحلة ويستطيع تنفيذ ما نطالب؟ الشيء المهم هو أن القائد آبو يسعى إلى حل القضية عبر الحوار، ولكن من الضرورة بمكان وجود الطرف المقابل، وجود من يقود طليعة هذا الحوار. إن الجلوس على طاولة الحوار أمر مهم من أجل الاعتراف بوجود الشعب الكردي”.
التذكير ببنود عام 2013
وتحدث مسلم أيضاً حول النداء الذي وجهه أوجلان والذي قال فيه إن بإمكانه حل القضة خلال أسبوع، وأضاف “من الواضح جداً من فحوى الرسالة أن الحل يكمن في إيمرالي. وعندما يقول القائد آبو ’ إننا نطالب بالعيش بأخوة مع الشعوب على هذه الأرض على مبدأ الاعتراف بالشعب الكردي‘ فإنه يوجه رسالة مفادها ’لا يمكنك إنكار وجود الشعب الكردي‘. ويُوجه رسالة بضرورة حل جميع المشاكل عبر التفاهم والمصالحة. كما أنها تُذكر بالبنود العشرة التي تم طرحها في عام 2013. فحتى الآن يتم الاعتماد على بنود اتفاقية دولمه بهجه، ويمكن مناقشتها وتطويرها. وعندما يتحدث القائد آبو عن فترة أسبوع، فهذا نتيجة لثقة القائد آبو بالشعب، وقوه أفكاره، وهذه الثقة هي التي تمنح القوة للقائد”.
“نتمنى أن تستجيب الدولة التركية للقائد”
ونوّه مسلم إلى أن “قضية الشعب الكردي مرتبطة بقضية الشرق الأوسط، فالدولة التركية هي التي تعرقل الحل. وكان موقف الدولة التركية وعلى مر التاريخ هي أنها عندما يتطور الشعب الكردي، في أي مكان كان، فإنها تبدأ بقمع الكرد بشكل وحشي. والآن أيضاً تسعى إلى القضاء على ثورة شمال وشرق سوريا. إنها تنتهج سبل الإبادة سواء في عفرين أو كركوك أو أي مكان آخر. الدولة التركية هي العدوة الأساسية للشعب الكردي وجميع الشعوب الأخرى. ولا يمكن حل قضية الشعب الكردي في أي جزء من كردستان ما لم يتم حل قضية الشعب الكردي في شمال كردستان، وهذا ينطبق على شمال وشرق سوريا أيضاً. فإذا سحبت تركيا يدها من شمال وشرق سوريا ولم تعد هناك مشاكل، فإننا نستطيع حل قضايانا بشكل ديمقراطي وعبر المفاوضات مع داخل سوريا ومع النظام السوري. النظام المترسخ في شمال وشرق سوريا يعتبر نموذجاً لسائر الشرق الأوسط. ولكن الطرف الذي لا يسمح بتطور هذا النموذج وحل الأزمة السورية بشكل عام هي الدولة التركية. إن قضايا الشعب الكردي مترابطة ببعضها، ونتمنى أن تعود الدولة التركية إلى رشدها وتتمكن من الاستجابة لأوجلان وحل القضية عبر الحوار والمفاوضات، فإذا لم تُحل القضية الكردية لا يمكن حل أي من قضايا الشرق الأوسط”.