منتقد آخر من صلب نظام الأسد: ابنة عزيز إسبر تتساءل عن حقيقة مقتله!

ريهام منصور

بعد نحو عامين على اغتيال رجل مركز البحوث العلمية الغامض عزيز أسبر، كشفت ابنته بتول عزيز اسبر حقائق لم تكن معلنة حول ظروف مقتل والدها، وطريقة تعاطي النظام مع الحدث، الذي اتسم بـ”لفلفة” القضية وطيها بسرعة، مثيرة العديد من التساؤلات.

جسر: تقارير:

بعد نحو عامين على اغتيال رجل مركز البحوث العلمية الغامض عزيز أسبر، كشفت ابنته بتول عزيز اسبر حقائق لم تكن معلنة حول ظروف مقتل والدها، وطريقة تعاطي النظام مع الحدث، الذي اتسم بـ”لفلفة” القضية وطيها بسرعة، مثيرة العديد من التساؤلات حول تلك القضية من ناحية، وحول موجة الانتقاد العلني للنظام وأجهزته، خاصة حول قضايا حساسة مثل مقتل أسبر، ذو المنصب الرفيع في مركز البحوث ولدراسات العلمية. وتطلب بتول اسبر أجوبة على أسئلتها حول قضية والدها مثل: كيف قتل؟ ولم أتلفت أغراضه؟ ولم لم يسمح للعائلة برؤية جثته؟

منشقون يؤكدون أن قائمة مصنعي الكيميائي المعاقبين أمريكياً مضللة ويكشفون أسماء وحقائق جديدة

الرواية المتداولة

اغتيل عزيز اسبر، مدير القطاع ٤ في مركز البحوث العلمية، في شهر آب عام ٢٠١٨، إثر تفجير استهدف سيارته بعد مغادرته لمنزله في مصياف متجهاً لدير ماما، وفقاً للرواية المتداولة، وتبنّت “سرية أبو عمارة” عملية الاغتيال، قائلةً في بيان لها: “تمكّنت سرية أبو عمارة للمهام الخاصة، بعد عملية رصد ومتابعة، من زرع عبوات ناسفة وتفجيرها بمدير البحوث العلمية في سورية عزيز إسبر، في منطقة مصياف، ما أدّى لمقتله هو وسائقه على الفور”.

ورغم عملية التبني تلك فإن إعلام النظام أصر على أن عملية الاغتيال تقف وراءها جهات استخبارتية دولية، ورفض مسؤول في الحكومة الإسرائيلية التعليق على مقتل إسبر، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.

مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا: العلم في خدمة الديكتاتور (١ من ٣)

 

ماذا لدى بتول؟

تؤكد بتول اسبر في منشور لها على صفحتها في “فيس بوك” عنونته “لي شهيد قضيّته قضيّة وطن.. اغتاله عدوّه الإسرائيلي بعد أن لاحقه لسنوات عديدة”، موضحة بأن أول الأخبار العاجلة التي وردتهم “أن مقتل والدها جاء إثر انفجار سيّارة صهريج، ومن بعدها تمّ تصحيح الخبر، وبدأت مراسم العزاء”.

واضافت :”سأختصر ذكر أحداث مؤلمة لا أتمنى أن يمرّ بها أحد.. وبعد فترة من انتهاء هذه المرحلة قام وفد رسميّ إيراني بتقديم واجب العزاء لنا كعائلة، بالمقابل لم يخط عتبة بيتنا أيّ  وفد رسميّ سوري”.

تساؤلات بتول حول عدم تشييع والدها كأي “شهيد” يسقط على أرض الوطن نقلتها إلى المعنيين فتقول “سألت أحدهم : لماذا لم تقوموا بزفّه بمراسم رسميّة تليق به كشهيد بحجم وطن ؟ فكان جوابه الذي يدلّ على جهله بقيمة شهادة أبي: إنّنا لا نريد كدولة أن نعترف للعدوّ بأننا خسرنا شخص كهذا … لا نريد أن نشعرهم بقيمته أبداً … نريد أن نوضّح لهم بأنّ لدينا الكثير من أمثاله”، وكانت بتول قد اتهمت في بداية منشورها “اسرائيل” بالوقوف وراء اغتيال والدها.


وتضيف مستغربة “في الوقت نفسه قلت له: لكنّ عدوّه لو لم يعرف قيمته لما اغتاله.. قد انتشى وفرح بموته، و أنتم لا تريدون أن تعترفوا بشيء من فضله للوطن!”.

سبب الوفاة

تبدي بتول أسفها لكونها حتى اللحظة لا تعرف كيف قتل والدها، فالنظام، عزل عائلته بالكامل عن تفاصيل الجريمة، ولم يطلعها على أي تقرير. وكتبت: “تضاربت الأقاويل حول طريقة وفاته حيث يأتي أحدهم ويقول لك: لقد انتشلناه من سيّارته كما هو بثيابه ولحيته البيضاء لم يصبه أيّ أذى، وآخر يقول  ألم يَدَعوكم تروا يده .. قدمه .. أي شيء منه ؟ وأحدهم يقول بأنّ الجثة كانت متهتّكة .. نحن لهذه اللحظة لا نعرف أين أبي وكيف كان أبي .. حيث أنّ الجثّة يجب أن تسلّم للدفن في حال رآها أحد من ذوي الميّت .. لكنّ أبي لم يره سوى أشخاص لا تمتّ له بِصلَة”.

وتستغرب بتول من عدم تسليم العائلة حتى اغراضه الشخصية فتضيف “لن تصدّقوا إن قلت لكم حتّى أغراضه الشخصيّة التي كانت معه في الحادثة قد أُتلِفَت … و تمّ التخلّص منها، نحن لم نرَ حتّى أيّ  تقرير عن جريمة الاغتيال، وعندما تحاول أن تسأل للأسف لا تلقَ أيّة إجابة، حتّى أنّنا بدأنا نشعر بالإحباط وكأنّنا قد تمّ عزلنا بالكامل عن وقائع الحادث الأليم وعن تفاصيل التحقيق”.

دولتي لم تعترف به كـ “شهيد”

وتبدي بتول أسفها بأن النظام لم يعتبر والدها شهيداً فتقول “عندما أرادوا تكريمه في المعهد العالي بدمشق كنّا آخر من يعلم، والتقرير الذي عُرِضَ  أثناء التكريم كان خالٍ من أيّ  معلومة تدلّ على أنّه متزوّج ولديه ثلاثة أولاد، إضافة إلى منح الدرع لأخيه  رغم حضورنا “.

وتختم قائلة “يسرّني ويسعدني في نهاية هذه الرسالة أن أحمد الله بأنّ أبي ليس شهيداً … نعم أيها السادة لم تعترف الدّولة حتى هذه اللحظة بعد كل هذا الاغتيال العالميّ بأنه شهيد، وقد ذكرت كلمة شهيد في الرسالة أعلاه لأنه شهيد عند ربّه”.

من هو اسبر؟

ولد عزيز بن علي أسبر عام 1960 في قرية وادي العيون التابعة لمصياف. درس في “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” القائم في إطار “مركز البحوث والدراسات العلمية”، وابتعث إلى فرنسا ليحصل على دكتوراه في الفيزياءِ.

وبحسب مواقع موالية للنظام، يعتبر إسبر شخصية استثنائية، وهو يحظى بثقة كبيرة من رأس النظام، وشغل منصب مدير مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة الغربي بقرار شخصي من بشار الأسد.

وأكدت قناة “العالم” الإيرانية، أن إسبر يعتبر من أكثر الوجوه التي تحظى بثقة ودعم حزب الله، مشيرة إلى أنه أشرف بشكل شخصي على تجهيز العديد من مخازن السلاح التابعة للحزب.

مركز الدراسات والبحوث العلمية: العلم في خدمة الديكتاتور (٢من ٣)

قد يعجبك ايضا