اجتماعات ماراثونية للائتلاف للإجابة على أربعة مسائل مصيرية

واصلت الليل بالنهار وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تتمكن الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، المجتمعة في استنبول من اتخاذ أي قرار فيما يخص النقاط الأربع المدرجة على جدول أعمالها.
النقطة الأولى: وهي توسعة الائتلاف وتعتبر نقطة حاسمة يرتكز عليها كل ما يتم التداول فيه، نظراً إلى أن بقية القرارات التي سيتم اتخاذها بالتصويت الذي سيشارك فيه الاعضاء الجدد، والخلاف يدور على انتقاء هؤلاء الاعضاء بحيث لا يؤثرون جوهريا في تركيبة وتوازنات الائتلاف بصيغته السابقة.
عضو بارز في الائتلاف اشترط عدم ذكر اسمه لخص لـ “جسر” مواضيع النقاش وما يدور في الاجتماعات على النحو التالي:
_لازال هناك الخلاف شديدا حول توسيع الائتلاف والأسماء والنسب المطروحة، خاصة لجهة لائحة ميشيل كيلو المدعومة من رياض سيف، إذ بعد أن تمت الموافقة على حوالي ثلثي الاسماء تم تغييرها من قبل مقدمي اللائحة.
النقطة الثانية: وتخص رئاسة الائتلاف فإن الأمر سيتحدد بعد التوسعة وأبرز المرشحين-بحسب المصدر- المحتملين جورج صبرا وبرهان غليون ولؤي صافي وبسام الملك ومعاذ الخطيب الذي عبر عن رغبته بالعودة إلى منصبه السابق بعدة اساليب.
النقطة الثالثة: وتتعلق برئاسة الحكومة فالتوجه الغالب -حسب المصدر- هو لإعفاء هيتو وضمه إلى حكومة جديدة يرأسها شخص آخر، والمرشح الأوفر حضاً هو أحمد طعمة الخضر.
النقطة الرابعة: وهي حول حضور جنيف 2 فقد قال المصدر إنه لا يزال هناك انقسام إلى ثلاث تيارات داخل الائتلاف هي التالية: تيار يرى الموافقة والذهاب إلى جنيف بسقف عالي، يدافع عن وجهة النظر هذه كل من برهان غليون وورياض سيف ولؤي صافي.. وثمة دعم اميركي اوربي وتركي لها.
وتيار يقول بالذهاب بعد حدوث تغير ملموس في موازين القوى على الارض ويدافع عن هذا الرأي المجلس الوطني.
وتيار يرفض الذهاب مالم يعلن منذ اليوم الأول أن المفاوضات هي لترتيب رحيل بشار الأسد .. يمثل هذا الرأي أحمد عاصي الجربا واسعد مصطفى وتدعمه السعودية.
وأضاف المصدر بأنه يمكن أن لا يحسم في هذا الاجتماع عدد من المواضيع المدرجة على جدول الاجتماع وربما كافة المواضيع، بانتظار لقاء بوتين اوباما في منتصف الشهر القادم.
ومبادرة الخطيب
من ناحية أخرى دعا الرئيس السابق لـ “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” أحمد معاذ الخطيب الخميس بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته كاملة لنائبه أو لرئيس الوزراء ومغادرة البلاد مع 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب باستضافتهم من دون حصانة من الملاحقة القانونية.
وتحذير امريكي للأسد
يأتي ذلك فيما ولا تزال المواقف الروسية والغربية متباعدة في شأن المؤتمر الدولي في جنيف والدور الذي سيلعبه بشار الاسد خلال المرحلة الانتقالية التي ينتظر اعلانها اذا نجح المؤتمر.
و حمَّل وزير الخارجية الاميركي جون كيري بشار الاسد المسؤولية اذا فشلت الجهود الدولية. وقال في مؤتمر صحافي في عمان : ان الحرب في سورية “طعنة في ضمير العالم… لذلك نحن ملتزمون محاولة العمل من أجل ايجاد نهج محدد لتنفيذ بيان مؤتمر جنيف 1”. ووجه كيري تحذيراً للأسد من انه اذا لم يوافق على التفاوض “سنتحدث أيضاً عن استمرار دعمنا للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من أجل بلدها” .

وتصور الاخضر لجنيف2
وقالت أوساط رفيعة في مجلس الأمن إن “الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي” يعد مؤتمر جنيف وفي ذهنه تجربة مؤتمر المصالحة في أفغانستان، بحيث يبدأ مسار التفاوض في مؤتمر دولي موسع ووازن، ويتدرج الى إطار أضيق وأكثر انخراطاً لطرفي النزاع” فيما “يدعم مجلس الأمن نتيجة المؤتمر بقرار دولي قوي”. وأضافت أن ” بان كي مون سيفتتح المؤتمر ثم يتابع الإبراهيمي إدارة الجلسات، ويجري الاتصالات المكوكية بين الأطراف، في المؤتمر وما يليه”.

وسلاح للمعارضة
وفي هذه الأثناء قال ديبلوماسي أوروبي في الأمم المتحدة إن الاتحاد الأوروبي “سيتوصل في بروكسيل الى تعديل حظر الأسلحة المفروض من الاتحاد على سورية للسماح بتسهيل حصول المعارضة المعتدلة على أسلحة بهدف زيادة الضغط على النظام السوري قبل انعقاد مؤتمر جنيف، ولتطمين المعارضة بأنها غير متروكة لوحدها”.

لكن القصير لن تسحم
وأضاف الديبلوماسي أن “معركة القصير، على أهميتها لكلا الطرفين، إلا أنها لن تحسم نتيجة القتال بينهما رغم أن النظام السوري يعول على إحراز تقدم عسكري فيها قبل مؤتمر جنيف ليظهر تصلباً أكبر خلال المفاوضات المرتقبة”. لكن المصدر نفسه أكد أن “روسيا تعهدت تأمين احضار الحكومة الى طاولة المفاوضات للانخراط جدياً في جنيف 2 بهدف التوصل الى حل سياسي”.
ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في انقرة تطابق وجهات النظر بين الرياض وأنقرة حول مؤتمر جنيف2 بعد فشل الأول، مشيراً إلى ضرورة تغيير موازين القوى على الأرض في سورية، مشيراً إلى أن سورية تواجه مشكلات، بعضها حقيقي وآخر مفتعل، وقال: “إن تغيير موازين القوى على الأرض يتأتى من خلال تسليح الجيش الحر”.
وفي هذا الاتجاه صوتت لجنة العلاقات الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ وبغالبية ساحقة (١٥ – ٣) على مشروع قرار يعطي الإدارة حق تسليح “مجموعات محددة” في المعارضة السورية، في وقت نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن اللواء سليم إدريس الموجود في الأردن طلبه من الأميركيين “موازنة الدعم العسكري” قبل التوجه إلى جنيف.
وأعطى إدريس ضمانات بعدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي من تعتبرهم واشنطن على صلة بتنظيم “القاعدة”، وأكد أنها ستصل مجموعات “مدربة ولها خبرة في الجيش السوري”. وكتب المحلل السياسي في الواشنطن بوست ديفيد اغناتيوس الذي أجرى اللقاء معقبا على ذلك بالقول : ” تتجلى قوة المتطرفين داخل صفوف المعارضة بشكل مؤسف في الوضع الجاري في شمال شرقي سوريا، إذ يقال إن “جبهة النصرة”، التي تعتبر فرعا من تنظيم القاعدة، لعبت دورا قويا على وجه الخصوص في منطقة دير الزور، من خلال سيطرتها على مبيعات القطن المحلية وتوزيع 100 عربة تم الاستيلاء عليها على المقاتلين والتخطيط لتسويق النفط بالمنطقة”.
هذه الأثناء تتواصل المعارك في مدينة القصير على محتدمة بين الثوار الذين وصلتهم تعزيزات من الداخل من جهة، وبين قوات النظام المدعومة بمقاتلي حزب الله من جهة اخرى، وقد اعترف رئيس الحزب حسن نصرالله بتورطه في الصراع داخل سوريا بشكل علني في خطابه يوم السبت.

قد يعجبك ايضا