الباصات الخضر مشهد يتكرر في سوريا لكنْ في الضفة الأخرى

اتسعت رقعة الحرائق المستمرة في قرى وأرياف الساحل السوري، ووصلت لمداخل القرى، وباتت أشبه بحصار طبيعي أطبق على هذه القرى، مما دفع سكانها إلى الهروب الجماعي باتجاه مدينة اللاذقية.

جسر: متابعات:

اتسعت رقعة الحرائق المستمرة في قرى وأرياف الساحل السوري، ووصلت لمداخل القرى، وباتت أشبه بحصار طبيعي أطبق على هذه القرى، مما دفع سكانها إلى الهروب الجماعي باتجاه مدينة اللاذقية.

حكومة نظام الأسد ونظراً لعدد السكان الكبير من الهاربين من الحرائق، وبطبيعة الحال أغلب هؤلاء لا يمتلكون وسائط نقل، أرسلت باصات النقل الداخلي لتقل الأهالي إلى مراكز إيواء في مدينة اللاذقية.

قد يبدو المشهد عاديّاً لغير السوريين، لكنْ للباصات ذات اللون الأخضر وقع خاص في نفوس الكثير من أبناء سوريا، فهي ذات الباصات التي أجبر قسم كبير منهم على الصعود إليها ذات يوم فرض فيه عليهم ترك بيوتهم وأرضهم ومصادر رزقهم، ليكونوا ضحايا أكبر عملية تهجير قسري جماعي لأنهم أرادو أنْ يخوضوا مغامرة التعبير عن رأيهم، وأروادوا أنْ يحلموا ببلاد تشبه البلاد الأخرى التي تنتشر على ظهر هذه البسيطة.

وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت لقسمٍ كبير من هؤلاء المهجرين استحضار تلك اللحظة التي صعدوا فيها إلى تلك الباصات، بعضهم تشفى بالمشهد لمن يعتبرهم الحاضنة الأكبر لمن كان سبب ترحيله، وقسم منهم أصيب بشعور الأسى ولم يتمنَ السوء لغيره معتبراً أنّ هؤلاء مدنيون لا ذنب لهم بما حصل.

مشاعر متناقضة يثيرها مشهد الحافلات الخضر وهي تقل سورويين في كلا الحالتين، مع اختلاف الأسباب والنتائج، لكنّ المؤكد أنّ هذه الحافلات لها وقع خاص في نفوس منْ عاش مرارة الرحلة على متنها باتجاه المجهول.

قد يعجبك ايضا