التحركات العسكرية بإدلب..العودة إلى ما قبل غزو أوكرانيا

جسر – صحافة

تعود السخونة تدريجياً إلى جبهات القتال في إدلب بعد أن شهدت تحركات عسكرية متصاعدة وعمليات رفع جاهزية متكررة لقوات النظام والمليشيات الموالية، والتي تزامنت مع قصف بري وجوي متزايد وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء منطقة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية وفي عمق مناطق سيطرتها.

تحركات النظام

وتركزت تحركات قوات النظام في قطاعين، الأول في الجبهات الشرقية وإدارة عملياته في معرة النعمان، والثاني على أطراف منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، وإدارة عملياته في كفرنبل. وشهد القطاعان خلال الأيام القليلة الماضية استنفاراً متكرراً للتشكيلات العسكرية المنتشرة في المنطقة، ووضعت القوات المتمركزة في الخطوط الأولى في حالة الجاهزية الكاملة أكثر من مرة خلال الفترة ذاتها.
وقال القائد العسكري في الفصائل العقيد مصطفى بكور إنهم رصدوا تحركات غير اعتيادية وعمليات استنفار ورفع جاهزية قتالية لقوات النظام قرب خطوط الاشتباك، والتي ترافقت مع عمليات إعادة انتشار محدودة شهدتها بعض المحاور.
وهذه التحركات تزامنت، وفق بكور، مع قصف مدفعي وصاروخي استهدفت قرى وبلدات إدلب القريبة من الجبهات، وزيادة كبيرة في أعداد طائرات الاستطلاع الروسية التي تجوب سماء المنطقة. ويبدو أن الطائرات تجمع الاحداثيات لتبني قاعة أهداف جديدة سيتم استهدافها خلال حملة القصف القادمة.

وأضاف بكور ل”المدن”، “لا أستبعد عودة التصعيد في إدلب وبداية حملة قصف جديدة كالتي كانت تعيشها المنطقة قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن ليس هناك مؤشرات جدية على وجود نوايا لدى قوات النظام وروسيا لإطلاق عملية برية واسعة، فالتحركات الحالية قد تندرج في إطار التدريبات لا كمقدمة وتحضيرات لعملية عسكرية”.

تدريبات عسكرية

وتخضع قوات النظام المنتشرة في جبهات إدلب لتدريبات مكثفة بإشراف ضباط روس، والتي تتضمن أيضاً تدريبات الإنزال المظلي والرماية على المدفعية والدبابات، وتدريبات خاصة بزرع وإزالة الألغام. وتجري قوات النظام والمليشيات الرديفة وبشكل خاص الفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر) عمليات تبديل دورية للتشكيلات في إدلب مع أخرى تقاتل تنظيم “داعش” في البادية، ويشرف على عمليات التبديل العميد سهيل الحسن الذي يقود العمليات ضد التنظيم في الوقت الحالي.

وقال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى ل”المدن”، إن “تحركات قوات النظام وروسيا الأخيرة في جبهات إدلب ليست مريبة”. وأضاف “لا يبدو أن هناك مخاوف لدى الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام من انطلاق عملية عسكرية برية على إدلب، وبرغم تصاعد القصف مؤخراً إلا أنه لم يصل بعد إلى الكثافة التي كانت سائدة في الفترة ما قبل انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا”.

عمليات تحرير الشام

من جانبها، تواصل تحرير الشام العمل بتكتيكاتها العسكرية التي تعتمد على القصف البعيد، والتصويب المدفعي الذي يعتمد على الاحداثيات، وعمليات القنص التي توقع الخسائر في صفوف قوات النظام بشكل شبه يومي، وفي أكبر حصيلة لها، قتلت كتائب القناصة في تحرير الشام منذ بداية شهر نيسان/أبريل أكثر من 5 عناصر في محاور مختلفة بجبهات إدلب، وأعلنت صباح الأربعاء، عن قتل عنصر لقوات النظام في محور جبل أبو علي في مرتفعات ريف اللاذقية الشمالي.

أما الفصائل فتحافظ على مستوى متقدم من الانتشار والجاهزية العسكرية، وقد نفذت مؤخراً عمليات إعادة انتشار مشتركة مع الجيش التركي، والتي كانت أكثر تركيزاً في جبل الزاوية جنوبي الطريق “إم-4”.

إعادة انتشار تركي

وأجرى الجيش التركي عمليات تبديل لقواته في منطقة جبل الزاوية، وتم بموجبها نقل اللواء 51 إلى تركيا ليحل مكانه اللواء الثاني، وعمل الأخير على خطة انتشار جديدة والتي تضمنت إلغاء بعض النقاط العسكرية في الخط الدفاعي الثالث قرب الطريق “إم-4” وتوزيع عتادها والجنود المتمركزين فيها على نقاط استراتيجية في الخطين الدفاعيين الأول والثاني.
وقال أبو أمين، الذي يدير المرصد 80 في إدلب، ل”المدن”، إن “خطة الانتشار الجديدة التي نفذها الجيش التركي جنوب إدلب لن تؤثر على صلابة الخطوط الدفاعية في مواجهة قوات النظام، كما أنها لا تدل على أن هناك تحركات استباقية للتعامل مع هجوم متوقع لقوات النظام وروسيا على المنطقة”.
وتوقع المرصد أن يسود هدوء متقطع منطقة إدلب خلال شهر رمضان، وأن “يبقى القصف في مستويات منخفضة وقد يتصاعد في الفترة ما بعد عيد الفطر، فقوات النظام مشغولة الآن بالتدريبات التي تجريها في ثكناتها ومعسكرات التدريب في محيط إدلب”.
المصدر: موقع المدن
قد يعجبك ايضا