المسيح “مثلي الجنس” والعذراء “مدمنة حشيش”.. “نتفليكس” يعرض فيلم “الإغواء الأول للمسيح” ومطالبات بإيقافه

جسر: متابعات
وقّع ما يقرب من مليوني شخص حول العالم عريضة تطالب شبكة “نتفليكس” بسحب فيلم “الإغواء الأول للمسيح”، الذي أطلقته بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد.

وأغضب الفيلم الملايين حول العالم، وتسبب في خسارة “نتفليكس” لمتابعين رافضين لعرض الفيلم ألغوا اشتراكاتهم في الشبكة، التي توفر مكتبة هامة من الأفلام والمسلسلات مقابل مبلغ شهري، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ويبدو من عنوان الفيلم أنه محاكاة لـ”الإغواء الأخير للمسيح” للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي والذي أنتج عام 1988، وأثار حينها جدلاً، لكن الفيلم الجديد يصور المسيح كمثلي الجنس ووالدته السيدة العذراء كمدمنة للحشيش، علماً أنه من صنع أصحاب قناة “بورتا دوس فوندوس” البرازيلية في “يوتيوب” والذي يعني اسمها حرفياً “الباب الخلفي”، وهي قناة للكوميديا أسسها خمسة فنّانين العام 2012 وفيها أكثر من 16 مليون مشترك.

وأطلقت “نتفليكس” الفيلم عبر منصتها في 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وبدأت ردود الأفعال الغاضبة على الفيلم من البرازيل ثم انتشرت حول العالم. ولم يغضب الفيلم مسيحيين فقط، وإنما رفضه معتنقو ديانات ومذاهب فكرية مختلفة. فقد رفض بعضهم المساس بصورة المسيح والعذراء، ورفض البعض الآخر “السخرية من كل مقدّس” والمساس بالمعتقدات الدينية في المطلق.

ومن أبرز التغريدات المتداولة بشأن هذا الموضوع تغريدة إدواردو بولسونارو، ابن الرئيس البرازيلي اليميني جائير بولسونارو، التي أرفقها بصورة للملصق الفيلم. وكتب إدواردو في تعليقه على بث “نتفليكس” للفيلم: “نحن نحترم حرية التعبير، لكن هل يستحقّ هذا مهاجمة معتقد نحو 86% من الشعب؟”. ووصف بولسونارو الفيلم في تغريدة لاحقة بـ”الزبالة” وقال أن صنّاعه “لا يمثلون البرازيليين”.

والحال أن فيلم “الإغواء الأول للمسيح”، وقبله أفلام أخرى مثل “الخُمار الأخير” وهو محاكاة لقصة “العشاء الأخير”، عرّضوا شبكة “نتفليكس” لهجوم كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وألغى عدد من متابعي “نتفليكس” اشتراكاتهم الشهرية وشنوا حملة لدعوة الناس لوقف “تمويل نتفليكس” حسب تعبيرهم.

وقال غاضبون من المحتوى الذي تقدّمه الشبكة أنها تتعمّد المساس بالمقدّسات وتتعمّد “نشر الإلحاد والمثلية الجنسية” وطالبوا بإغلاقها. بينما رأى آخرون أن الشبكة تقدّم محتوى متنوعاً و”فيه ما يرضي كل ذوق” وأوصوا الغاضبين من محتوى “نتفليكس” بالاكتفاء بعدم المشاهدة بدلاً من الهجوم على الشبكة.

ولم تعلّق “نتفليكس” على الجدل الدائر حول الفيلم، لكنّ صنّاعه، كوميديو “الباب الخلفي”، سخروا منه في تغريدة عبر “تويتر” نشروا فيها رابطاً لعريضة موازية تصف الفيلم بالحزين والمأساوي وطالبوا بمحوه، لكن بسخرية طبعاً. وبعيداً من الغضب والمطالبة بمحاسبة صنّاعه والمروّجين له، أثار فيلم “الإغواء الأول للمسيح” نقاشاً حول الحدود التي يجب أن يقف عندها تناول الأعمال الفنية المختلفة للمقدسات الدينية، وما إذا كان لهذا التناول حدود في الأساس.

ويرفض العاملون بمبدأ الحرية المطلقة في التعبير أي حدود وشروط لتناول الفنون المختلفة لأي موضوع مهما كان مقدساً للبعض، ويعتبرون في ذلك قمعاً للحريّات. وهذا ما قاله أعضاء مجموعة “بورتا دوس فوندوس” أو “الباب الخلفي” في تصريحات صحافية: “بورتا دوس فوندوس تثمّن الحرية الفنية والكوميديا الساخرة من مختلف المواضيع الثقافية المتنوعة في المجتمع. وتؤمن المجموعة بأن حرّية التعبير من أسس بناء بلد ديموقراطي”.

في الجانب الآخر، هناك من لا يرى مشكلة في الأعمال الفنية التي تنقد أشدّ المواضيع حساسية، حتى لو كان دينياً، لكنّهم يقولون أن هذا النقد يقف عند حدود تحوله إلى سخرية. والغضب من السخرية الفنّية التي تطاول المعتقدات الدينية، ليس جديداً. فقد سبق أن أثارت رسوم كاريكاتورية اعتُبرت مسيئة للنبي محمد، غضباً من  صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية، تحوّل إلى فوضى وعنف. وتعرّض مقر الصحيفة في العاصمة الفرنسية باريس لأكثر من هجوم أودى أحدها بحياة 12 شخصاً فيها العام 2015.

وتستعد شبكة “نتفليكس” لإطلاق سلسلة من عشر حلقات، بداية العام الجديد بعنوان “المسيح”، وقد أثار المقطع الترويجي الذي أطلقته الشبكة لها عبر “يوتيوب” جدلاً كبيراً، لأن المسلسل يتناول فكرة المسيح الدجال من وجهة نظر عصرية، ما أغضب مسلمين رأوا فيه تهكّماً على معتقداتهم.

المصدر: المدن

قد يعجبك ايضا