بين العراق وسوريا: كورونا وأسباب أخرى وراء تصاعد هجمات “داعش”

تقرير أسوشيتد برس - نشر في واشنطن بوست

يستغل عناصر التنظيم انشغال السلطات بمكافحة الوباء إضافة إلى الخلافات بين الإقليم وبغداد وتخفيض القوات اﻷمريكية في سوريا والعراق

يستغل التنظيم الفجوات الأمنية الناتجة عن اﻻنشغال بالوباء وخفض القوات الأمريكية في شمال العراق/أ ب

جسر: ترجمة:

يستغل التنظيم الفجوات الأمنية الناتجة عن اﻻنشغال بالوباء وخفض القوات الأمريكية في شمال العراق/أ ب

أشار تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” نشرته صحيفة “واشنطن بوست” اليوم اﻷحد إلى هجومين نفذهما عناصر في تنظيم الدولة اﻹسلامية-داعش مؤخرا؛ اﻷول كان عملية انتحارية نفذها رجل يرتدي سترة ناسفة، استهدفت مبنى المخابرات في مدينة كركوك شمال العراق، وأسفرت عن إصابة ثلاثة من أفراد الأمن في الأسبوع الأول من رمضان، تلاها بعد أيام هجوم على ثلاثة محاور قتل فيه 10 من عناصر الميليشيات الشيعية العراقية في محافظة صلاح الدين شمالا، قال التقرير أنها العملية الأكثر دموية وتعقيدا منذ هزيمة التنظيم في عام 2017. فيما تشهد سوريا المجاورة، تصاعدا في هجمات داعش على قوات الأمن وحقول النفط والمواقع المدنية.

ويذهب معدو التقرير إلى اعتبار الفوضى المتجددة علامة على أن الجماعة المتشددة تستفيد من انشغال الحكومات بالتعامل مع جائحة “كوفيد-19″، وما تلاها من انزلاق إلى الفوضى الاقتصادية. إضافة إلى استغلال المسلحين في العراق الثغرات الأمنية في ظل النزاع الإقليمي المستمر وتخفيض القوات الأمريكية.

وبحسب التقرير يعتبر قباد طالباني، نائب رئيس الوزراء في إقليم كردستان العراق اﻷمر “تهديدا حقيقيا”، وينقل عنه قوله: “إنهم يحشدون ضدنا ويقتلوننا في الشمال وسيبدأون في ضرب بغداد قريبا”. ويضيف إن داعش كانت تستفيد من “فجوة” بين القوات الكردية والقوات المسلحة الفيدرالية بسبب الصراع السياسي. فيما تقول التقارير الاستخباراتية أن عدد مقاتلي داعش في العراق يتراوح بين 2500 و 3000.

على الجانب اﻵخر من الحدود في شمال شرق سوريا، يقول ميرفان قامشلو، المتحدث باسم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، إن القوى اﻷمنية التي يسيطر عليها الأكراد أصبحت هدفا واضحا لداعش أثناء قيامها بدوريات في الشوارع لتنفيذ إجراءات مكافحة الفيروس.

ولفت التقرير إلى أن مقاتلي التنظيم شنوا في أواخر آذار/مارس سلسلة من الهجمات على أجزاء يسيطر عليها النظام في سوريا، تمتد من محافظة حمص وسط البلاد وصولا إلى دير الزور شرقا، على الحدود مع العراق. فيما قال مسؤولون في المخابرات العراقية إن نحو 500 مقاتل، بعضهم فر من السجن، تسللوا مؤخرا من سوريا إلى العراق، مما ساعد على تصاعد العنف هناك.

وينقل التقرير عن ثلاثة مسؤولين وخبراء عسكريين عراقيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن داعش يتحول من الترهيب المحلي إلى هجمات أكثر تعقيدا. وبعد أن ركزت العمليات في السابق على اغتيال المسؤولين المحليين والهجمات الأقل تعقيدا؛ تقوم المجموعة الآن بتنفيذ المزيد من الهجمات بالعبوات الناسفة وإطلاق النار ونصب الكمائن للشرطة والجيش. مشيرين إلى عوامل متعددة تساعد عناصر التنظيم؛ منها انخفاض عدد الأفراد العسكريين العراقيين المناوبين بنسبة 50٪ بسبب إجراءات الوقاية من الفيروس، إضافة إلى النزاعات الإقليمية بين بغداد وسلطات منطقة الحكم الذاتي الكردية الشمالية، اﻷمر الذي ترك أجزاء من ثلاث محافظات دون تغطية من القوى الأمنية.

ويتزامن تصاعد الهجمات أيضا مع انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قواعد غرب العراق ومحافظات نينوى وكركوك، تماشيا مع الانسحاب المتوقع في كانون اﻷول/ديسمبر.

بدوره قال مسؤول استخباراتي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته: “قبل ظهور الفيروس وقبل الانسحاب الأمريكي، كانت العمليات لا تذكر، حيث يبلغ عددها عملية واحدة فقط في الأسبوع”. فيما تسجل قوى الأمن الآن 20 عملية في الشهر.

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل مايلز ب. كاجينس، إن هجمات داعش تتزايد كرد فعل على العمليات ضد مخابئها في الجبال والمناطق الريفية في وسط وشمال العراق.

ويعتقد المسؤولون العسكريون العراقيون أن الطبيعة المطورة والمنظمة للهجمات تسعى إلى تعزيز نفوذ زعيم التنظيم الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي تمت تسميته بعد مقتل سلفه في غارة أمريكية أواخر العام الماضي. وقال أحد المسؤولين العسكريين إنه من المتوقع وقوع المزيد من العمليات خلال رمضان لإثبات قوة الزعيم الجديد.

في سوريا، وقعت إحدى أهم الهجمات في 9 نيسان/أبريل الماضي، حيث هاجم مقاتلو داعش مواقع للنظام في بلدة السخنة ومحيطها، ليستقدم اﻷخير تعزيزات ويشن هجوما مضادا بدعم من الطيران الحربي الروسي. وأسفر القتال الذي استمر يومين عن مقتل 32 عنصرا من قوات النظام و26 آخرين من التنظيم.

بعد أيام، قال حكومة النظام الوضع الأمني ​​في البادية تسبب بتضرر العديد من آبار الغاز في حقول الشاعر وحيان، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء بنسبة 30٪.

بالعودة إلى العراق، يقول التقرير إن المراعي الخضراء لقرية كوجالو الشمالية تخفي عدوا يبقي سكان نوزاد مستيقظين ليلا. حيث شهد التجمع الزراعي في المنطقة المتنازع عليها زيادة حادة في الهجمات، تضمنت كمينا في وقت سابق من الشهر الجاري أسفر عن مقتل ضابطين من البيشمركة.

وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا من اﻻنتقام، إن بين المسلحين متعاونين محليين، وأضاف موضحا “إنهم يعرفون كل شيء عن كل مزرعة في كوجالو ويعرفون لمن ينتمي كل بيت”.

وقال العميد الكردي كمال محمود، إن المسلحين يتلقون المأوى والإمدادات والطعام والنقل من المتعاطفين المحليين. وتتمركز قوات البيشمركة التي يقودها محمود على جزء من الخطوط الأمامية، دون تمكنها من العمل في أجزاء أخرى تديرها القوات الحكومية، التي تسيطر على الطرق الرئيسية فقط دون وجود في القرى والبلدات.

في اﻷول من نيسان/أبريل، قتل ضابط شرطة اتحادي، وأصيب قائد كتيبة وعميد في عملية أمنية في سلسلة جبال مخول في ديالى، بعد يومين، استهدف هجوم بالعبوات الناسفة دورية تابعة لفوج كوماندوز تابع لقيادة عمليات ديالى في ضواحي قرية معدان.

وأعرب سارتيب، أحد سكان كوجالو، عن خشيته من تطور قدرات عناصر التنظيم، وقال موضحا: “داعش ينفذ هجمات في المناطق الكردية منذ فترة طويلة، لكنهم الآن أكثر تنظيما ولديهم المزيد من المؤيدين”.

قد يعجبك ايضا