تطابق ما نشرته جسر .. “الميت” التركي يحدد هوية الجناة في قضية تعذيب علي الفرج في تل أبيض

جسر – خاص

لاحقاً لما نشرته صحيفة جسر حول جريمة تعذيب الشاب “علي السلطان الفرج” المتحدر من الرقة، ونشر صور مسيئة له على مواقع الإنترنت علمت صحيفة جسر من مصادر خاصة أنّ والد الضحية وشيخ عشيرة النعيم في تل أبيض قد قابلا الوالي التركي في تل أبيض وطالباه بكشف الجناة ومحاسبتهم.

بدوره تحرك الوالي التركي على الفور وطلب من “المت” التركي (جهاز المخابرات العسكرية التركية) تحديد هوية الفاعلين بناءً على أقوال الشاب، وقد تم تحديد هويتهم، وهم يطابقون ما نشرته جسر حول الموضوع.

وفي التفاصيل، أنّ الشاب قد عاد من من مدينة أورفا التركية قبل اسبوعين وكان قبل ذلك قد حدث اشكال بينه وبين شابين من مدينة دير الزور وتوعداه خلالها بمحاسبته عندما يعود الى قريته في تل أبيض السورية، وقبل نحو ثلاثة أيام  قدمت سيارتان “مفيمتان” الى مقهى يعود لوالده في القرية واقتادوه من هناك، حيث قاموا بتعذيبه في مكان مجهول لمدة ١٢ ساعة، ثم عادوا وألقوه في البلدة.

ولم يقم الشاب على أثر الحادثة بإخبار السلطات  واعتقد أنّ الأمر انتهى عند هذا الحد لكن عندما نشرت الفيديوهات المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي، قرر ذووه التحرك واتخاذ الاجراءات اللازمة وذهب والده مع شيخ قبيلته الى الوالي التركي في تل ابيض الذي تواصل بدوره مع “المت” التي حددت هوية الجناة بسهولة بعد اعتقال الشابين اللذان ورد اسمهما في الفيديو، وأثناء التحقيق اعترفا باسماء الجناة الذين طلبوا منهم تنفيذ هذه الجريمة. وهم ذاتهم المجموعة التي ورد ذكرها في تقرير جسر السابق.

وقد تعهد الجيش الوطني بتسليم المطلوبين خلال ٢٤ ساعة، نظراً لتواريهم عن الانظار، وربما فرارهم خارج منطقة نبع السلام، وقد زودتنا مصادر قريبة من الوالي التركي بهوية وصورة أحد المطلوبين، وهو المدعو أبو جهاد، قائد ما يعرف بلواء صقور السنة، التابع للفرقة ٢٠، في الجيش الوطني السوري.

ابو جهاد،قائد لواء صقور السنة، المتهم ومجموعته بتعذيب الشاب علي في تل ابيض. وهو قيادي في الفرقة ٢٠ التابعة للجيش الوطني

وكان قد وصل لصحيفة “جسر” مقطع فيديو لتعذيب شاب بشكل وحشي، وتصويره في وضعيات شائنة، وتلفظه بعبارات تدل على تعرضه لضغوط هائلة.

وفي الفيديو يقول الشاب الذي ظهر مقصوص الشعر بشكل بدائي  الكدمات على أنحاء جسده ووجه، إن اسمه علي السلطان الفرج، وهو من الرقة، ناحية سلوك، قرية بلوة، وأنه أخطأ بحق “الديرية” فداسوا على رأسه، وهو يطلب المسامحة من شخصين.

 

وتحرت “جسر” عن الفيديو، وعلمت أنه قد تم تصويره في مقر لما يدعى بـ”الفرقة 20″، التي يتزعمها المدعو عبدالعزيز العلي السوادي “أبو برزان”، وهو شرطي منشق من دير الزور، انضم في وقت مبكر إلى جبهة النصرة في دير الزور قبل أن يتركها، وقد شكل منذ نحو ثلاث سنوات ما يدعى بالفرقة 20، المدعومة من تركيا وشاركت بمعركة نبع السلام، وأن من قاموا بالتعذيب تحديداً هم مجموعة تابعة لـ”أبي برزان” تدعى “جماعة حسان الصقور أبو نور ” وتطلق على نفسها اسم “لواء صقور السنة”.

وأما بالنسبة للضحية فهو بالفعل علي السلطان الفرج، ناحية سلوك، قرية بلوة، التي تسيطر عليها الفرقة٢٠.

 

ولم يتورع الجناة عن نشر أربعة مقاطع على الأقل لجريمتهم، بصور ذات دقة عالية، وبوضعيات عارية ومشينة بحق الضحية، أثناء عمليات التعذيب، وقد اطلعت عليها صحيفة “جسر”، وتعتذر عن نشرها، وسيتم تسليمها للمؤسسات الحقوقية ذات الصلة.

 

وأكد مراسلنا في منطقة نبع السلام، أن هذا الانتهاك ليس جديداً وليس وحيداً، فالفرقة التي تسيطر عصاباتها على مساحات شاسعة في كل من تل أبيض ورأس العين، قد اقترفت عشرات الانتهاكات وجرائم القتل، إضافة إلى نهب وسرقة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، خاصة قرى للمسيحيين والإيزيديين في رأس العين، حيث اتخذت الفرقة من قصر لزعيم إيزيدي مقراً لها بعد الاستيلاء عليه بالقوة.

وستواصل صحيفة “جسر” تحقيقاتها في الموضوع، وستنشرها ما أن تكتمل.

 

قد يعجبك ايضا