تغطية: “جسر” تستطلع اﻻنطباعات اﻷولى عن نتائج الزيارة اﻷمريكية-اﻷممية لإدلب

جسر: خاص:

في رسالة متعددة الاتجاهات دخل وفد مشترك؛ أممي-أمريكي، يوم أمس الثلاثاء اﻷراضي السورية في ريف إدلب الشمالي، ﻷول مرة منذ زيارة السيناتور الجمهوري جون ماكين رفقة رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر في حينها اللواء سليم إدريس العام 2013، حيث انقطعت الزيارات بعد خطف عامل اﻹغاثة البريطاني ديفيد هاينز في آذار/مارس من العام نفسه، وإعدامه في أيلول/سبتمبر من العام 2014.

جيفري وكرافت مع متطوعات ومتطوعي الخوذ البيضاء شمال إدلب

وضم الوفد الذي دخل برفقة الهلال اﻷحمر التركي، بحسب مصدر من العاملين السوريين في القطاع اﻹغاثي رافقوه أيضا، كلا من: كيفين كينيدي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي لسوريا، ونائبه مارك كاتس، وممثلين عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسيف، وبرنامج اﻷغذية العالمي، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق اﻷمم المتحدة للسكان، وآخرون.

وأوضحت المصادر، أن الوفد دخل اﻷراضي السورية من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، مستقلا 7-8 سيارات تابعة للأمم المتحدة، واتجه إلى معبر كفرلوسين للاطلاع على اﻷوضاع في مخيمات ريف إدلب الشمالي التي استضافت مئات آلاف النازحين نتيجة الحملة اﻷخيرة على المحافظة وريف حلب الشمالي الغربي، للاطلاع على اﻷوضاع واﻻحتياجات.

وفي حديثه لـ”جسر” عن أهمية الزيارة، أشار السيد يقظان الشيشكلي، المدير التنفيذي لمنظمة “مرام”، والتي رافق موظفوها الوفد إلى جانب الهلال اﻷحمر التركي، إلى حضور السفير جيمس جيفري المبعوث اﻷمريكي الخاص إلى سوريا، والمندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة كيلي كرافت، معتبرا أنها رسالة واضحة لجهة دعم الولايات المتحدة لحليفتها اﻷطلسية تركيا في عمليتها اﻷخيرة في إدلب، والتي أطلقت عليها أنقرة اسم “درع الربيع”.

وأضاف، أنها رسالة أيضا إلى موسكو التي تشارك اﻷسد حملته على المنطقة بحجة محاربة اﻹرهاب، حيث تعتبر كل من فيها إما إرهابيين أو حاضنة لهم، وتستمر على هذا اﻷساس في التضييق على الجهود اﻷممية واﻹنسانية الهادفة للتخفيف من معاناة السكان الرازحين تحت وطأة أشكال متنوعة من المخاطر واﻻحتياجات.

وأشار الشيشكلي، إلى أهمية حضور كيفين كينيدي، والذي يعتبر، إضافة إلى منصبه اﻷممي الرفيع، من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري اﻷمريكي الحاكم، إضافة لكونه عسكريا سابقا خدم في البحرية اﻷمريكية، ما يعطي لمطالعاته أهمية سياسية وميدانية خاصة، في مواجهة اﻻدعاءات الروسية؛ إن في اﻻجتماعات اﻷممية المعلنة أو اللقاءات الجانبية التي يعقدها ممثلو واشنطن وموسكو بعيدا عن وسائل الإعلام.

فيما لفت مصدر ميداني طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أثر الزيارة في تعزيز اﻻتجاه المعتدل لدى فصائل المعارضة بشكل عام، ولدى “هيئة تحرير الشام” على وجه الخصوص، والذي ظهر بوضوح في التصريحات اﻷخيرة لقائدها الجولاني؛ مؤكدا في الوقت نفسه أهميتها لجهة إنهاء حالة اﻻنفراد الروسي بالملف السوري والتي دامت قرابة أربع سنوات، منذ تدخل اﻷخيرة في 2015، دفع خلالها سوريو الداخل باهظا ثمن العزلة التي تسبب بها صعود التيارات اﻷقل اعتدالا في صفوف المعارضة السورية.

كما لم يخف المصدر في حديثه لـ”جسر” تفاؤله بنتائج الزيارة، وبانعكاساتها الإيجابية على ظروف العمل اﻹنساني في شمال سوريا، ووصول المساعدات التي تستمر موسكو في إعاقتها؛ مؤكدا في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني انتهاء المعاناة أو التوصل لحلول لجميع مشاكل الشمال السوري المتزايدة مع تصاعد الأعمال العسكرية من قبل نظام اﻷسد وحلفائه الروس واﻹيرانيين، لكنه ينعش آمالا بتحسن نوعي طال انتظاره.

قد يعجبك ايضا