تقرير من قلب صفحات النظام: “على دلعونا ما بدنا إلا تتزكرونا” عنصر بجيش يغني وآخر “أنا بني آدم ماني بطل فلم أكشن” (فيديوهات+ صور)

 

جسر: خاص

لم يعد الخوف مسيطراً على قلوبهم، فباتوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ليبثوا شكواهم، دون خوف، هم عناصر من جيش نظام الأسد ومن حضن الوطن كانت أغانيهم وقصصهم.

“جسر” استغرقت وقتاً طويلاً من المتابعة، والحديث مع عناصر من جيش النظام الذين كشفوا معاناتهم في تلك المجموعات المغلقة، التي باتت تعج بنداءات عناصر جيش النظام المطالبة بـ “تسريحهم “من الخدمة العسكرية الإلزامية بعد مرور أكثر من ثماني سنوات عليها، وذلك عبر تسجيلات وصور تم تداولها في تلك الشبكات المحلية، لتعكس مدى التذمر والسخط الذي يعيشه عناصر الجيش من خلال معاناتهم المستمرة والتي كثيراً ما وصفوها بأنها خسارة لسنوات الشباب وعدم وجود مقابل بهذه الجهود.

 

انتحار!

يوم أمس نشرت صفحة “أخبار الساحل” خبراً يفيد بانتحار الشاب “ش،ع” من محافظة طرطوس، الذي استيقظ في الصباح قائلاً لأصدقائه في قطعته العسكرية “اليوم بدي اتسرح بعد سبع سنين احتياط”.

الأصدقاء ضحكوا ولم يعرفوا ماالذي دفعه لقول ذلك، فلم يكترثوا، وصعد “ش,ع” إلى الطابق الثالث بمبنى داخل القطعه، وصاح بصوت عال “رح سرح حالي”، ليرمي نفسه بعدها، وأتت حادثة الانتحار تلك، بعد أن طلب العسكري مغادرة قطعته لمدة ٢٤ ساعة  بسبب وضع صحي قاهر يعاني منه أحد افراد أسرته، إلا أن ضابط القطعة رفض طلبه.

ولم يتسن لـ “جسر” التأكد من هذه الواقعة، ولكن تبنيها من قبل صفحة موالية يؤكد صحتها، كما أن القراء تفاعلوا بشكل لافت مع الواقعة.

جندي يعاني “الحول” ولم يسرحوه

“علي حاتم عباس”  هو أحد عناصر النظام، والذي قتل والده في حمص عام ٢٠١٢، نشر فيديو له على صفحة “دواعش الداخل” المؤيدة، وهو يناشد ويستجدي عطف بشار الأسد، وهو عنصر أُصيب خلال العمليات العسكرية، وبحسب التسجيل الذي نشره فإن “عباس” مصاب إصابة دماغية، الأمر الذي انعكس على مستوى الرؤبة فبات يرى في كلا العينين بنسبة ٤٠ بالمئة، نقلاً عن تقرير طبي.

وتشير المعلومات إلى أن العنصر تتفاقم حالته الصحية بشكل سيء بحيث لا يستطيع الذهاب لمكان من دون مرافق او مساعدة، حيث إذ بات يعاني من تصلب الشرايين ومشاكل في الحركة في بعض الأحيان، وعدم الإحساس بالأطراف السفلية.

وتساءل أعضاء المجموعة الإخبارية، ومعظمهم عناصر في جيش النظام، بالقول “ماذا ينتظرون أصحاب المعالي والقرار حتى يتم تسرح علي و امثاله؟؟؟؟” “يا سيادة وزير الدفاع هل هذا يعقل هل إلا هذا الحد لا يوجد إنصاف بهكذا حالات؟!”.

مشيرين إلى أن حالة العسكري المصاب “علي عباس” تستوجب التسريح من الخدمة إلا أن اللجنة العسكرية قررت بقاءه في الكتيبة، الأمر الذي دفع العنصر إلى مناشدة رأس النظام “بشار الأسد” ومن يستطيع مساعدته للحصول على حقه، دون جدوى.

عسكري يناشد: أنا مصاب بالحول والتصلب اللويحي وضعف الأطراف السفلية أطالب بتسريحي (فيديو)

https://www.youtube.com/watch?v=9sBcUmknxdY&feature=youtu.be&fbclid=IwAR0v9yW7dUzHEAO3fmWE6pus-7k4lntv6O5y2egBPwdEMjXR42_roPDVY00

عسكري يغني “على دلعونا” ساخرة

دورة ١٠٢ تنتظر التسريح

ويروي عنصر آخر قصته متسائلاً “بتعرف شو أكثر شي يقهرك بعد خدمة تسع سنين انك ترفع طلب تسريح لأن اخوك كمان عسكري، بموجب قرار من سيادة الرئيس، ولما تسأل كيف بدك تجيب رقم وتاريخ الطلب حتى تقدر تلاحقها وتعرف وين صار الطلب وتحاول ها تحاول انك تاخد حقك الطبيعي بالتسريح بموجب القرار”.

وتابع “يقولولك بدك تدفع مصاري لتعرف! انو يمكن هي القصة محرزة الواحد يدفع عشانها بس الفكرة مو هون، انا بعد 10 سنين ضاعت من حياتي وكل الخسارة اللي خسرتها ولسه مطلوب مني ادفع مشان شو مشان آخد حقي اقسم بالله ندمان ع كل ثانية قضيتها بهالبلد لان هي بلد الأغنياء والتجار ومن خلف المكاتب وبس” مختتماً منشوره بهاشتاج  دورة 102 في إشارة إلى رقم دورته التي لم تحصل على التسريح. 

https://www.youtube.com/watch?v=1UO4TleMSFc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2o2jwCb5gsKUUDlEOPys1Eamy_185yWXu7G3L1g7-lVdREw-hdRwcigYo

الإجازة باتت نقمة

ورغم سعي العديد من الجنود للحصول على إجازة إلا أنها باتت نقمة وليست نعمة، فيشرح عنصر آخر قصته قائلاً “أنا عسكري بخدم بلقامشلي عندي ٩ سنين خدمة، الله وكيلك بس يقولو لي عندك اجازة بهكل هم من الذل الي منتعرضلو بمطار الشام ومطار القامشلي”.

ويتابع “ليوشن طيارة عسكرية لنقل جنود والحمولة، مو لياخدوا مدنية فيها، ويبدوهن عن العساكر، كل مايكون عنا اجازة بزلونا زلة لكلاب لنطلع وبيطالعو المدنية لان لمدني بيدفع ٢٠ الف، أما لعسكري نقلو ببلاش وازا ضل مكان بطالعو لعساكر واذا تأخرنا عن الالتحاق بقطعتنا بسبب لمطار، بيسجنوننا وببهدلونا بلفوج، بدنا نضل هيك هاد تمن  الي قدمناه للبلد”

مقارنة بين من بقي ومن سافر

ويروى عنصر آخر بصفوف جيش النظام مقارنة بين قصته وقصة صديقه الذي غادر سورية هرباً من الالتحاق في صفوف الجيش، مطالباً أعضاء الغرفة البالغ عددهم حوالي 20 الف مشترك القراءة بتمعن والنشر.

يقول “أنا عسكري قضيت في الخدمة الالزامية والاحتياطية معاً لحد الان خمس سنوات، كان لي صديق نفس الدراسة، ونفس الفرع و نفس الحالة المادية، هوي قدم إذن سفر وسافر ع لبنان وصار يشتغل، وقدم سند إقامة بشكل نظامي، وأنا التحقت بصفوف الجيش العربي السوري”.

ويتابع “الآن بعد مرور السنوات الخمس إليكم المقارنة، أنا خسرت شبابي، خسرت شوفة ابني يلي كبر و ما تعلم كلمة بابا، الديون دبحتني، الحالة المادية من سيء الى أسوأ، مافي بيت عيش فيه، راتبي كلو لارضاء فلان و علتان منشان يوم او يومين زيادة عالاجازة، العلم كلو يلي تعلمتو وشهادة الجامعة يلي أنا طمحت اخدا و اشتغل فيا صارت صفر عالشمال”. وهو طالب في كلية الهندسة.

وأكد العسكري أنه كان متفوقاً، أما الآن فقد نسي كل تعلمه، فقال “هلق ما بعرف شي عن الهندسة يلي درستا، المعنويات صارت بالارض، الحياة عندي وقفت، وصرت بفكر انتحر بأي لحظة لو ما عندي ولد”.

أما عن واقع صديقه الذي سافر فقال “بعد خمس سنوات زادت خبرة رفيقي بالهندسة، تطور واشتغل عحالو وصارو بيطلبوه الشركات يشتغل معا، راتب ممتاز وأهم من هادا كلو دفع البدل و رجع عالبلد ببيت و سيارة وشغل، و يحكي معي، وبيقلي أنا نصحتك وانتا ما صدقتني” بحسب نص المنشور.

وأضاف “الحالة المادية عندو صارت ممتازة.. بيكزدر  هوي ومرتو و ابنو، وما انحرم من شوفتن، خلال الخمس سنين كان ييجي بالشهر خمس أيام ، يعني احسن مني كمان بس هوي ما بيدفع عالاجازة”.

وتابع “انا بحط كل راتبي تانزل اجازة، أنا بس شوف هالواقع يلي وصلتلو بتمنا لو اني ماني عايش، أنا لو بيسرحوني اليوم قبل بكرا مافي شي بيعوض الظلم يلي عشتو” حسب وصفه.

بالانتظار

وضجت مجموعات وشبكات محلية مخصصة موالية النظام مؤخراً بتصريح نقلته عن عضو مجلس الشعب التابع للنظام “وائل ملحم” قائلاً “في جو من التعتيم الاعلامي المغيب تماماً عن جلسات مجلس الشعب تناولت مداخلتي واقع حال هذه الحكومة، وونسيت أو تناست هذه الحكومة  أننا جميعاً لم نكن موجودين الآن لولا فضل وعظيم تضحياتهم ولا ننسى وبشكل خاص شهداء القوات الرديفة وضرورة صرف مستحقاته وضمان حقوقهم وذويهم”.

وأضاف “وكذلك ضرورة تسريح العسكريين الذين  تجاوزوا الثمان سنوات في خدمتهم، وكذلك ضرورة الالتفات لحقوق هؤلاء الشباب من المسرحين من الدورات102_103_104 وضرورة توظيفهم وتأمين مستقبلهم الضائع.

 

قد يعجبك ايضا