جردة حساب وللصبر حدود.. استطلاع أراء سكان المناطق “المحررة” حول الدور التركي

مراسل حلب: جسر

استطلعت صحيفة جسر آراء عسكريين وسياسيين وثوار في الداخل السوري حول بعض جوانب التدخل التركي في المناطق “المحررة” من سيطرة النظام، في محاولة لملامسة وجهة نظرهم فيما يجري ويخطط لهم، وحدود مسؤولية الطرف التركي.

تدخل خارجي “خرب” الثورة وتركيا بالقائمة

يرى أحد “الثوار” في الداخل السوري أن بقاء الثورة الى الآن دون تحقيق أهدافها، سببه تدخل وانخراط كل الدول العظمى بها وهذه الدول الكبرى كأمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا لأهمية سوريا ودورها المركزي، ونظام الاسد هو جزء لا يتجزء من المنظومة العالمية الفاسدة لذلك كل هذه الدول قامت بحمايته وتنفيذ ما يرسم له ويطلب منه، ويضيف  “لهذا السبب كانت هذه الدول تقف في وجه طموحات الشعب السوري حتى أصبح أبسط حق من حقوقه حلما”.

وأيضا ترافق هذا بتدخل القوى الاقليمة وعلى رأسها تركيا بالإضافة لإيران والسعودية وقطر، واسرائيل (من خلال الضربات الجوية)، وكل طرف يسعى لتحقيق أجندته ومصالحة الخاصة، بصرف النظر ان توافقت مع مصلحة الثورة او لم تتوافق، وهذا ما يحكم سياسات تركيا اليوم في المناطق التي تسيطر عليها، فآمال الناس وتطلعاتها آخر همومها، وهذا العبث المباشر بالثورة أضر بها وعقد امكانية تحقيقها لاهدافها، بصرف النظر عن النوايا، فالسياسة تقاس بالنتائج”.

 

حقوق المهجرين تتحول لحلم

أما بالنسبة للاجئين والمهجرين، يرى  أحد “السياسيين” في ادلب –فضل عدم التصريح باسمه-  أن  كافة الدول عملت على تحويل أبسط حقوق اللاجئين السوريين الى  حلم، مثل ضمان العيش الآمن وتأمين قوته اليومي او حتى مساعدته اذا طلب اللجوء لكن الذي جرى ولاحظناه في العام العكس، وتركيا جزء من هذه المنظومة، فهي لا تقدم المساعدة إلا اذا كان المريض يموت وإن مات لا يهم”.

ويتابع السياسي الذي ما زال يعيش في ادلب “ناهيك عن أوضاع انسانية لا يمكن لعاقل ان يراها ولا تحرك مشاعره من غرق للخيام وبرد وجوع وانعدام التدفئة وانعدام موانع المياه التي أنهكت الخيام البالية أصلا والتي بلغ عمرها من عمر الثورة وسط توقف شبه تام للمساعدات الانسانية من قبل أغلب المنظمات إغاثة النازحين وقد سجل العام الثامن للثورة تراجعاً ملحوظاً في هذا الصدد”.

 

فشل في تأمين الاستقرار

حول الوضع الأمني يرد أحد القياديبن في الجيش الوطني تراجع حالة الاستقرار الى “التفجيرات والمفخخات التي مازالت ترسلها لنا منظمة قسد الارهابية المدعومة من أمريكا حيث شهدنا العشرات من المفخخات من دراجات نارية وسيارات في كل من عفرين واعزاز والراعي والباب وجرابلس والتي قتلت وجرحت المئات من المدنيين الأبرياء”.

هذه الشماعة التي تعلق الفصائل المدعومة من تركيا فشلها في توفير الامن،  والبيئة الامنة التي تجعل الناس يعيشون حياتهم الطبيعية ويستأنفون أعمالهم، هم فقد يبررون فشل تركيا في ردع المعتدين.

 

 

تعيين الفاسدين والاميين

يكشف أحد “ثوار” الأمس( تحفظ على ذكر اسمه) لجسر قائلا “ما فاجأنا أكثر هو تصرف تركيا في منطقة درع الفرات، حيث قامت بدعم الفاسدين بشكل غريب وغير متوقع، عينتهم على أهم أركان ومقومات المجتمع وهي القضاء والتعليم، منهم الانتهازيين والفاسدين ولا بأس حتى إن كانوا مؤيدين لنظام الأسد، ومن لا يصدق الساحه موجوده حيث أن كل من تربى في حضن البعث أصبح يمارس تشبيحه على الشعب من خلال المجالس المحليه”.

ويضيف “التعليم والقضاء والشرطة العسكرية أصبحت مثل فرع للمخابرات الجويه وأيضا الكثير من القادة العسكريين هم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون وفسادهم قد ذاع صيته، وكل من يتكلم عليهم يتم اعتقاله ( تشويله )”.

 

 

مظاهرات ومناشدات بلا مجيب

بالامس خرج اهالي معرة النعمان وحرقوا العلم التركي وهتفوا ضد نظام الأسد.المتظاهرون عبروا عن غضبهم بسبب القصف الهمجي لميلشيات الأسد، ووقوف تركيا، الضامن لوقف إطلاق النار مكتوفة الأيدي.وقال مسن قام برفع العلم التركي المحترق: نحن من رفع علم تركيا ونحن من ننزله.

وفي العام الماضي خرجت مظاهرات ضد المجلس المحلي لمدينة اعزاز وبقيت لمدة شهرين وقام المتظاهرون بنصب خيمه أمام المجلس واعتصموا داخلها وقطعوا الطريق فقامت تركيا بإجبارهم على إازالتها واكتفت بإقالة رئيس المجلس ووضعت مدير المكتب التعليمي خلفاً له.

أما في صوران أيضا بدأت المظاهرات منذ شهرين ضد المجلس المحلي وفساده بعد عدة مناشدات لوالي مدينة كلز من قبل ثوار واعيان البلدة، ولم يتم الاستجابة لهم، ولم يتركوا قضاء ولا مديرية أمن بأغرار وشرطة العسكرية إلا وقصدوها عارضين شكواهم لكن دون فائدة، ناهيك عن قيام المجلس المحلي في صوران بفصل كل موظف يخرج في المظاهرات بتوجيهات تركيه.

 

للصبر حدود

بدأت السنة التاسعة ولم يتبق في يد المعارضة المسلحة سوى رقعة جغرافية صغيرة شمال غربي سوريا، في محافظة إدلب وأرياف من حماة وحلب واللاذقية، لكنها تبدو كسوريا مصغرة اجتمع فيها مئات الآلاف من السوريين، مهجرين ونازحين من الغوطة الشرقية ودير الزور والرقة وحمص وحماة ودرعا وغيرها من المناطق السورية التي التهمتها نيران المصالحات والعمليات العسكرية التي قادتها روسيا حليفة نظام الأسد .

يقول احد الثوار السابقين “في هذا المكان الجامع لكل الذين خرجوا يوما ضد نظام الأسد، ينظر الناس بغضب الى الخذلان التركي، آمال لم تتحقق وجحيم محدق، نحن غاضبين من ككل الذين خذولنا، من كل من يتاجر بقضيتنا وثورتنا، ونحن ان تجرعنا مرارة الصمت على كل هذه الخيبات والجراح، فهذا الصمت الى حين وللصبر حدود”.

قد يعجبك ايضا