شهود في قضية ثروة “أبو البراء الديري” وشبهات فساد تحوم حول شخصيات “بارزة” في المعارضة السورية!

فريق تحقيقات "جسر"

ماجد السليمان/ أبو البراء الديري

 

أثاراعلان الشرطة التركية عن المبلغ المسروق من منزل ماجد الكاظم، المعروف بأبي البراء الديري، والبالغ خمسة ملايين ليرة تركية، و١١ كيلو غرام من الذهب، عاصفة من الغضب على صفحات التواصل الاجتماعي، وفتح القضية القديمة المتجددة عند السوريين حول اختفاء مبالغ الدعم الكبيرة التي وجهت لدعمهم في محنتهم، كون ماجد الكاظم، هو أحد متلقي هذا الدعم، سواء بصفته عضواً في مجلس ثوار دير الزور، أو مديراً لقناة “الجسر” الفضائية، إحدى القنوات الناطقة باسم الثورة السورية، والممولة من داعميها، وعلى اعتبار أن الكاظم ليس من أسرة عرف عنها الثراء، ولم يمارس اعمالاً يمكن أن تؤدي إلى جني كل هذا المال الوفير.

المسروقات من منزل أبو البراء و إلقاء القبض على الفاعلين

“جسر” تواصلت مع مجموعة من الشخصيات المطلعة على حيثيات عمل ونشاط الكاظم وقناة الجسر ومجلس ثوار دير الزور، لتسليط الضوء على الجوانب المختلفة لهذه القضية التي شغلت الرأي العام، خاصة بين أبناء محافظة دير الزور. وقد لفت نظرنا أن كافة الضيوف قد طلبوا منا الإشارة إليهم بالأحرف الأولى، وعدم ذكر ما يمكن أن يكشف شخصياتهم، مع تأكيدهم على الاستعداد للادلاء بأقوالها المذكورة هنا، لأي جهة قضائية في حال طلب منهم ذلك.

من هو أبو البراء ؟

تواصلت “جسر” مع السيد “ع.د” وهو على معرفة شخصية بـ “أبي البراء” وتحدث عن حياة الرجل قبيل الثورة قائلاً: “ينحدر الكاظم من عائلة ليست ثرية، عمل مخبرياً في مشفى الفرات بدير الزور، ونظراً لضعف مرتبه اضطر  لممارسة عمل إضافي في عيادة الدكتور وليد العبدالله في مدينة دير الزور، ومع الوقت، استطاع الحصول على عقد عمل في السعودية، ليسافر عاملاً في مستوصف خاص من الدرجة الخامسة في مدينة الخرج السعودية، والتي تبعد عن العاصمة الرياض 80 كيلومتراً، وكان يتقاضى مرتباً قدره، 2500 ريال سعودي، أي ما يعادل 700 دولار أمريكي شهرياً”.

ولفت “ع.د” إلى أن “الكاظم” كان لا يحتك بالمحيط الاجتماعي في السعودية، أي من منزله إلى العمل، ومن العمل إلى المنزل.

القيادي الاخواني وشقيقه “الاسباني” وابنه وابن اخته.. !

عندما انفجرت الثورة السورية، تداعى أبناء محافظة دير الزور في السعودية، كما في دول اخرى، لحشد الدعم للثوار على الأرض، ابتداء من ايصال صوتهم على وسائل الاعلام، فأنشأت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، وقسمت بأسماء البلدات في المحافظة لتنقل أخبارها، ومعاناة أبنائها، في ظل التضييق في الداخل السوري على شبكة الانترنت.

وعندما بدأ النظام بحملات الدهم والاعتقال وقتل المتظاهرين، اقتضت الحاجة للعمل الإغاثي، فازدادت وتيرة الاجتماعات في السعودية، وتوحدت الجهود للعمل تحت مسمى “مجلس ثوار دير الزور”، وفقاً للمصدر “ع.د”، وهو من أوائل المنسقين والعاملين في المجلس.

يقول “ع.د”: “مع الاجتماعات المتكررة برزت عدة وجوه، تصدرت المشهد، أبرزها عبدالحميد الصالح وهو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين، وابنه خالد الصالح عضو المجلس الوطني والائتلاف المعارض لاحقاً، والذي وعد المجلس بدعم غير محدود، وهنا برز اسم ماجد الكاظم السليمان إلى الواجهة، كونه ابن شقيقة عبدالحميد الصالح، فتصدر الرجل، مجلس ثوار الدير، ليكون واجهة لخاله وابن خاله فيما بعد، وليكون غطاء لكل الأعمال التي سيقوم بها المجلس لاحقاً”.

وأشار “ع.د” إلى خلافات بدأت تظهر مع الوقت بين أعضاء المجلس، والذي انقسم عملياً إلى فريقين، وفقاً لـ “ع.د”، فريق يقوده خالد الصالح ورياض الحسن بدعم مباشر من تيسير علوني، الذي كان أحد أعضاء المجلس، وخالد الصالح عضو في جماعة الإخوان المسلمين والذي أصبح لاحقاً عضواً ممثلاُ عن دير الزور في المجلس الوطني، أما رياض الحسن، فهو داعية سلفي، نشط في دير الزور قبل انطلاق الثورة السورية بدعوته السلفية، وأصبح فيما بعد عضواً عن دير الزور في الائتلاف الوطني المعارض”

ووفق “ع.د” فإن هذا الفريق دعا مبكراً إلى حمل السلاح ومواجهة النظام عسكرياً، دافعاً بأموال الدعم التي تلقاها، لشراء الناس، وإبعاد الثورة عن سلميتها، أما الفريق الآخر، فكان رافضاً لتسليح الثورة، وكان ضمن هذا الفريق مصدرنا “ع.د”، الذي وقف مع فريقه في وجه الفريق المدعوم مالياً لكن دون جدوى، فاستمر الفريق الثاني بتقديم الدعم المالي المحدود لعائلات الشهداء والمتضررين، بينما شرع الفريق الأول بشراء القادة ودعم الفصائل.

يقول “ع.د” إن “أبا البراء كان ممثلاً لكتلة الإخوان، وبدأ بجذب الأشخاص الذين يعملون بإدارة الصفحات على فيسبوك، ثم أغدق الأموال على أشخاص ومجموعات داخل دير الزور، لترتفع اللافتات والرايات التي تحيي المجلس والفريق الذي يمثله، كما أنه ساهم بإحداث خلافات وانقسامات بين الكتائب في داخل دير الزور، بسبب توجيه الدعم لفصائل معينة تدين له بالولاء دون غيرها”.

ويضيف “بعد كل تلك التجاذبات، تفرقت جهود المجلس، ونظمت اجتماعات في تركيا لانتخاب أعضاء يمثلون مجلس الثوار في المجلس الوطني، وهنا كان أول صدام مع رياض الحسن حيث قال للمجتمعين حرفياً “أنا انحط اسمي من فوق، ولازم تتبعوا الأوامر”.

وبناء على ذلك، بدأ معارضو تسليح الثورة، وأسلمتها، بالخروج من المجلس، ولفت “ع.د” إلى وجود اختلاف كبير بين رياض الحسن وخالد الصالح في المنهج، كون الأول يتبع النهج السلفي والآخر يتبع نهج جماعة الإخوان، لكن تيسير علوني، وبواسطة دعمه المالي الكبير استطاع أن يوحد جهودهما، لشراء الذمم والولاءات، وتصدير “الكاظم” كواجهة لهما، ليسافر بعدها عدة مرات إلى قطر و تركيا، وعند عودته من إحدى جولاته، منع من دخول المملكة العربية السعودية، ليستقر أخيراً في تركيا.

دور مجلس ثوار دير الزور في تسهيل دخول داعش إلى المدينة

عندما أطل تنظيم “داعش” برأسه، كان لمجلس ثوار دير الزور دور آخر في تعزيز التفرقة بين فصائل دير الزور، بحسب السيد “م.ط” الذي كان شاهداً على تلك المرحلة من عمر الثورة السورية.

يقول “م.ط” إن “مجلس الثوار عمل منذ بداية الثورة السورية، على تعزيز الانقسام الداخلي في دير الزور، لكن عمله كان على نطاق ضيق في مرحلة سلمية الثورة، وبعد أن حمل الثوار السلاح لمواجهة النظام، دعم مجلس الثوار بقيادة رياض الحسن، أشخاصاً من ذوي التوجه السلفي، كانوا طلابه قبل اندلاع الثورة، ليصار إلى تشكيل عدة ألوية وفرق، تعلن الولاء التام لمجلس الثوار، وأهمها لواء العباس وجند العزيز”.

وأضاف “قاد لواء العباس مدني يدعى أحمد الهزاع، الذي كان صلة الوصل بين اللواء ومجلس الثوار، وتلقى فصيلة دعماً كبيراً مقارنة بباقي الفصائل في دير الزور، وضم في صفوفه العدد الأكبر من المقاتلين، وكان يسيطر على المناطق الأثرية في دير الزور الغنية بالآثار العثمانية والرومانية، كحارة الحمام القديم، وسوق المقبي وسوق الصياغ، أما فصيل جند العزيز فكان بقيادة عبدالجليل الصالح عم خالد الصالح، والذي كان يعرف بين أبناء دير الزور بالاسباني”.

ماجد السليمان في زيارته الوحيدة إلى دير الزور

وعمل المجلس على تأسيس منظمة إغاثية سميت “روافد”، ليضمن بذلك سيطرته المطلقة على الثورة في دير الزور، بشقيها العسكري والإغاثي، وسلمت إدارة المنظمة لشخص يدعى عبدالرحمن الخضر، والذي كان أحد طلاب رياض الحسن قبل انطلاق الثورة، وتسلم الإدارة بعد مقتله شقيقه مصطفى، الذي بايع تنظيم “داعش” عند دخوله دير الزور، وسلمه جميع ممتلكات المنظمة، وفقاً لـ “م.ط”.

وشكل المجلس بعض الفصائل الصغيرة، منها الأنصار التي تزعمها “أبو مسلم” اسماعيل العلوش، وبعد أن اقترب تنظيم “داعش” من مدينة دير الزور عام 2014، وحاصر المدينة بشكل كامل، ما عدا منفذ واحد وهو جسر السياسية على نهر الفرات، خرج القائد العسكري للواء العباس، حينها، المدعو “كاسر جميان” ليلتقي مع قيادات التنظيم، واختفى منذ ذلك الحين.

لا يملك “م.ط” أية إثباتات تدل على أن مجلس الثوار أعطى الأمر لفصائله بتسليم المدينة للتنظيم، لكن البيان الذي أصدرته الفصائل والذي سمي بيان “خمسة +1″، وهي مجموع الفصائل العاملة في دير الزور بالإضافة إلى منظمة روافد، نص على عدم مقاتلة تنظيم داعش وتحييد المدينة، حينها اتهم أهالي دير الزور، الفصائل ومجلس الثوار، بالتخاذل وعدم الرغبة في قتال التنظيم، وبالتالي رضاهم بتسليم المدينة له.

و أشار “م.ط” إلى أن فصيل “الأنصار” قد حدثت فيه شروخات بعد استشهاد اسماعيل العلوش، فانقسم إلى ثلاثة أشطار، قسم منها بايع الجبهة وكان على رأسهم “أبو عبد الله طبية” وهو من كان يتلقي الدعم بشكل مباشر من قبل مجلس الثوار، وقسم آخر بقيادة مصطفى حداوي بايع داعش قبل دخولها مدينة دير الزور،  فيما تفرق القسم الثالث على مجموعات الجيش الحر. كما قام فصيل جند العزيز الذي كان بقيادة عبدالجليل الصالح  “الاسباني” بتسليم كل المناطق التي يسيطر عليها لتنظيم داعش دون إطلاق رصاصة واحدة.

أبو البراء واجهة إعلامية لمجلس ثوار دير الزور

عمل مجلس ثوار دير الزور منذ بداية تأسيسه على الدفع باتجاه إنشاء إذاعة محلية، أو قناة تلفزيونية، تنقل أخبار دير الزور لحظة بلحظة، وبعد الانشقاقات الكبيرة في المجلس، قام الفريق المنتصر بزعامة تيسير علوني، بإنشاء قناة دير الزور، وصدروا لإدارتها ماجد الكاظم أبو البراء، واقتصر عمل القناة في البداية على بث صور المظاهرات، وعمليات الفصائل التابعة لمجلس الثوار، وتبرع حينها الثري المدعو (خ.ع)، المحسوب على جماعة الإخوان، بمبلغ 25 ألف دولار كل ثلاثة أشهر، بقصد شراء حزمة بث للقناة عبر الأقمار الصناعية، لكن تبين فيما بعد أن إدارة القناة قامت بشراء مساحة فضائية أقل ما انعكس سلباً على جودة الصورة، وبذلك تم سرقة ما يقارب 10 آلاف دولار، وفقاً لمصدرنا “ع.د”.

“أ.ص”، أحد العاملين في مكتب قناة “دير الزور” في غازي عنتاب، ترك العمل لأسباب سنوردها لاحقاً، عام ٢٠١٥، تحدث حول نهج أبو البراء في إدارة القناة، وقال لـ”جسر” “اعتمد أبو البراء على توظيف عديمي الخبرة في المجال الإعلامي، وذلك لتسييرهم كيفما شاء، رغم وجود كفاءات إعلامية كانت بلا عمل في تلك الفترة، كما اتبع سياسة (التطفيش) الدائم للعاملين، حيث يتم الضغط على الموظف حتى يقدم استقالته، ولا يوجد موظف في القناة عمل أكثر من عدة أشهر، بهدف ألا يستقروا فترة طويل ويكشفوا خبايا العمل”.

وفيما يتعلق بالإدارة المالية في القناة قال “أ.ص” إنه “لا يوجد لديهم أية سجلات مالية، سواء للأموال الداخلة أو الخارجة من القناة، ولا يوجد أي قيود ذاتية للموظفين، أو حتى محاسب، و يتم صرف الأموال دون إدراك أو تدبير، حتى إيصالات لقبض الرواتب، لم نكن نستلم، وعند سؤالي ذات مرة لماذا لا يوجد إيصالات قبض؟، تخيلوا أني عدت إليكم غداً وقلت لكم أني لم أستلم راتبي، فكان ردهم: ما هو الدليل على عملك معنا أصلاً؟”. ويعتقد (أ.ص) أن هذه الاستراتيجية اتبعت للتعتيم على موارد التمويل من جهة، وتحسباً لمثل هذا اليوم الذي يمكن أن تستخدم فيه الوثائق والمستندات ضدهم من جهة أخرى.

وأضاف “ا.ص”: “أبو البراء كان المتصرف الوحيد بالمال، فلم يكن هناك أي إثباتات لدخول الأموال إلى القناة، ولا سندات صرف توضح أين ذهبت تلك الأموال، وهو غير قادر على اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى جماعته”.

ولفت “أ.ص” إلى أنهم “عند شراء المعدات اللازمة للعمل، كانوا يقومون بشراء معدات مستعملة، لاختلاس الأموال، وتم تعيين عدة موظفين في القناة لا يعملون أي شيء وليس لديهم أي خبرة، فقط المهارة الوحيدة التي يمتلكونها صلة القرابة مع أبي البراء”.

قناة الجسر الفضائية بإدارة أبو البراء

لم يمكث “أ.ص” في العمل لفترة طويلة، إذ ترك مكتب القناة في مدينة غازي عنتاب التركية، نتيجة عدم المهنية، والتغاضي عن نقل أخبار تنظيم داعش، خاصة بعد أن أعدم عددا من ثوار دير الزور، وبعد اكتشاف أهالي دير الزور المقبرة الجماعية التي دفن فيها عناصر تنظيم داعش أبناء الشعيطات، إثر المجزرة الكبيرة التي ارتكبتها بحقهم، والقناة التي من المفترض أن تهتم بأخبار المدينة، لم تنقل أي خبر ضد تنظيم داعش، بحسب “أ.ص”، وبعد ذلك انتقلت القناة إلى اسطنبول للعمل تحت اسم جديد، وهو قناة الجسر الفضائية.

وعلم “أ.ص” فيما بعد، من أصدقائه، أن نائباً عراقياً يدعى “خميس الخنجر” تبرع للقناة بمبلغ 170 ألف دولار، لشراء جهاز للبث المباشر مدعوماً بثلاث كاميرات، لكن أبو البراء وفريق إدراته، لم يشتروا أي من المعدات، وتم الاستيلاء الكامل على المبلغ.

وأضاف “أ.ص”: “أن النائب العراقي له علاقات ممتازة مع إيران، وفرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات، فتساءل “كيف تقبل قناة تدعي مناصرة الثورة دعماً من رجل له ارتباطات بإيران، وموضوع على قائمة العقوبات الأمريكية، وإضافة لذلك، فقد أتاحت القناة لشخص يدعى حامد الدليمي، وهو على علاقة وثيقة مع النائب العراقي، من تقديم برنامج فرسان المنصة عبر أثيرها”.

أحمد طعمة..وخالد الصالح مرة أخرى!

“ب.س”، أحد العاملين في مكتب القناة، قال لـ”جسر” إن “الكاميرات التي كانت في مكتب القناة بغازي عنتاب، تبرعت بها الحكومة المؤقتة، وكانت الحكومة حينها برئاسة أحمد طعمة، ونقلت هذه الكاميرات فيما بعد إلى مكتب اسطنبول”.

وعن السياسة الإعلامية التي اتبعها أبو البراء في مكتب القناة الجديد، قال “ب.س” إن “أبا البراء رفض عرض حلقتين تلفزيونيتين، تتحدث إحداهما عن جيش الإسلام وسياساته في الغوطة الشرقية، وكانت الحلقة عقب تهجير أهالي الغوطة، وحلقة أخرى تتحدث عن انتهاكات تنظيم داعش”.

و تابع “ب.س”: “خالد الصالح، عضو مجلس ثوار دير الزور، والإداري في القناة، رفض أيضاً عرض حلقة من البرنامج الساخر “شلونكم”، الذي كان يعرض على القناة، عندما تناول تنظيم داعش بالسخرية، وأكد أن المدعو خالد الصالح وزوجته يملكان شركة تسويق تجارية، حيث يستخدمان أحد مكاتب القناة لعملهما، وكذلك معدات القناة اللازمة لإكمال عملهم.

و أضاف “ب.س” أن عدد موظفي القناة كان يتراوح بين 30 إلى 40 موظفاً، لكن أبو البراء كان يرفع للداعمين، أسماء إضافية لموظفين وهميين لكي يتقاضى رواتبهم.

ما خفي..!

في حديثنا مع “ب.س”، الذي كان مقرباً من أبو البراء، وعلى اطلاع كبير بما يملكه الرجل، قال إن “أبا البراء يملك مطعماً في مدينة اسطنبول التركية، يديره شخص يدعى أبو (أ. ف)، وكذلك مزرعة لتربية للأبقار في مدينة بورصة، يديرها المهندس نزار ربيّع، والد كرم ربيّع، الذي يعمل كإداري في القناة، لكن المزرعة خسرت وقام أبو البراء بإغلاقها”، وأضاف “ب.س”، أن “الرجل يملك أيضاً شركة إنتاج مقرها اسطنبول، أطلق عليها اسم شركة البراء للإنتاج”.

ولفت مستغرباً، إلى أن “أبي البراء” قام بتحويل مبالغ مالية بالدولار إلى دولة الكويت، متسائلاً “ما الغاية من إرسال الأموال إلى الكويت، وكل الدعم المالي يأتي من دول الخليج، إلا إذا كان ألو البراء يملك شيئاً هناك يستدعي إرسال الأموال!”.

رفع دعوى ضد مجلس ثوار دير الزور

أصدر مجموعة من محاميي دير الزور بياناً دعوا فيه إلى رفع دعاوى قضائية تجاه مجلس ثوار دير الزور، والمدعو ماجد الكاظم، وطلبوا من السلطات التركية التحقيق معه لمعرفة أصول ومصادر ثروته الطائلة التي كشفتها حادثة السرقة، وطالبت الإئتلاف الوطني إصدار بيان شفاف يوضح فيه سلوك رياض الحسن، ونزع الصفة التمثيلية لدير الزور عنه، ومحاكمته بتهمة الإثراء غير المشروع.

وتواصلت “جسر” مع المحامي دحام المنادي، أحد الموقعين على البيان، لتوضيح ما الذي ينوون القيام به، فأوضح أنه “ومع مجموعة المحامين السوريين بصدد رفع دعوة قضائية ضد مجلس ثوار دير الزور و ماجد الكاظم، في المناطق المحررة، وتركيا، وأوروبا، بتهمة اختلاس أموال الشعب في دير الزور، واستلامهم لأموال طائلة من قبل منظمات داعمة لإغاثة المدنيين في دير الزور، والتي تبين أنهم يقومون بتخزينها في بيوتهم في اسطنبول”.

وأضاف المحامي منادي، أنهم “في طور تجميع الوثائق والمستندات اللازمة، لرفع القضية أصولاً”.

ونوه إلى أن مجموعة من المحاميين السوريين يعملون على تشكيل هيئة مستقلة، للبحث في مثل هذه القضايا، ومحاسبة من تصدر لتمثيل ثورة السوريين، ومحاربة الفاسدين في كل المحافظات السورية.

المحامي دحام المنادي

أبو البراء رفض التعليق!

ورغبة بالحصول على تعليق أو رد فيما يتعلق بالمعلومات الواردة في التحقيق، تواصلت “جسر” مع السيد “ماجد الكاظم” الذي رد بشكل مقتضب مؤكداً أنه لا يسمح له قانونياً بإعطاء أي تصريح نظراً لقيامه برفع أكثر من دعوى تم قبولها في المحاكم التركية.

ولفت “أبو البراء” إلى أنه رفع دعوى بحق من سرقوا القناة، مؤكداً أن منزله لم يسرق، ودعاوى أخرى بحق المواقع الالكترونية والأشخاص الذين قاموا بالإساءة له، وتزوير حقيقة الخبر عبر تضخيم المبالغ المالية المسروقة، أو فيما يتعلق بحيثيات القضية، بغية الإساءة الشخصية أو التشهير المقصود، بحسب “أبي البراء”.

وعبّر أبو البراء في حديث صحفي مع أحد المواقع الإخبارية عن استيائه مما أسماها حملة التشهير ضده، وقال إن “الأموال التي سرقت عائدة في ملكيتها إلى القناة، لتمويل موقع قناة الجسر الالكتروني، وموقع الجسر تورك، وكذلك لدفع رواتب الموظفين العاملين في كلا الموقعين”.

كما نفى في حديثه امتلاكه أية عقارات أو أموال، رافضاً التهم الموجهة إليه، بالبذخ على حساب أموال الثورة السورية، وعن التساؤلات حول الذهب المسروق قال أبو البراء إن “الذهب هو رصيد الشركة الذي تم تحويله الى ذهب أيام أزمة الليرة التركية، للحفاظ على القيمة الشرائية، وأنا أبدل من الذهب إلى الليرة او الدولار شهرياً، أو كلما احتجت للإنفاق على الشركة”.

أحمد طعمة وخالد الصالح.. تجاهل وعدم اكتراث!

كما تواصلت “جسر” مع السيد أحمد طعمة، الرئيس السابق للحكومة المؤقتة، للاستفسار حول شراء الحكومة مجموعة من الكاميرات، وتقديمها لقناة “أبي البراء”، إلا أنه قام بقراءة الرسائل ولم يرسل رداً.

وأيضاً حرصت “جسر” على التواصل مع السيد خالد الصالح، للرد حول استخدامه وزوجته، أحد مكاتب القناة، ومعداتها لعملهما الخاص في شركة تسويق تجارية، لكن الأخير قام بقراءة الرسائل أيضاً ولم يجب عليها.

خاتمة:

لقد بذل صحفيو جسر ما في وسعهم لاتاحة الفرصة للاشخاص الواردة اسماءهم هنا للرد، وانتظرنا اسبوعاً كاملاً على أمل أن نحصل منهم على أي تعليق، دون جدوى، وتلتزم الصحيفة باتاحة حق الرد لهم على صفحاتها في أي وقت يشاؤون، كما أنها ترحب بأي معطيات موثقة إضافية، تمكن إضافتها لهذا التحقيق، الذي سيبقى مفتوحاً.

قد يعجبك ايضا